عمار هاذي ـ مونتريال
في خطاب افتتاحي له أمام الجمعية الوطنية، قدّم رئيس وزراء كيبك فرانسوا ليغو رؤية سياسية جديدة قال إنها تهدف إلى “استعادة ثقة الكيبيكيين” بعد سنوات صعبة. وقد اختار في كلمته التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: مواجهة ما وصفه بـ«الإسلاميين الراديكاليين»، إصلاح النظام النقابي، وتشديد الرقابة على الهجرة المؤقتة، في وقت تتراجع فيه نوايا التصويت لصالح حزبه بفعل الازمات التي تواجه الحكومة الحالية . ما يشير الى سعي لشد العصب الداخلي في مواجهة الحزب الكيبكي PQ الذي يزداد تشددا ايضا في مواجهة الجالية الإسلامية ، التي ما زالت تتفرج حتى اللحظة.
مواجهة الإسلاميين الراديكاليين وتعزيز العلمانية
أوضح ليغو أن بعض الجماعات الدينية المتشددة تحاول فرض قيمها على المجتمع، مشيرًا بالخصوص إلى حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وقال: «لن نسمح لأحد بالاعتداء على حريات اكتسبتها الكيبيكيات عبر عقود من النضال». وأكد عزمه تقديم قانون جديد لتعزيز علمانية الدولة واستخدام كل الوسائل الممكنة لحماية قيم كيبيك المشتركة.
الهجرة والقدرة على الاستقبال
رغم وصفه المهاجرين بـ«الثروة»، شدّد ليغو على أن قدرة الاستقبال في كيبك «تجاوزت الحد». وحذر من أن استمرار الحكومة الفدرالية في توسيع برامج الهجرة المؤقتة قد يضطر حكومته إلى تقليص الخدمات المقدمة لطالبي اللجوء.
مراجعة النظام النقابي والقطاع الصحي
انتقد ليغو بشدة النقابات، معتبرًا أن النظام الحالي «قديم ويضر بالعمال والمواطنين»، مضيفًا أن كيبيك أصبحت “بطلة الإضرابات”. وأعلن عن نيته مراجعة القوانين النقابية لتقليص نفوذها. وفي القطاع الصحي، جدد التأكيد على أن جزءًا من أجور الأطباء سيرتبط بمؤشرات الأداء، معتبرًا أن المواطنين يستحقون خدمات أفضل مقابل الرواتب العالية.
الاقتصاد والمشاريع الاستراتيجية
اقتصاديًا، كشف ليغو عن إطلاق مسار سريع للمشاريع الاستراتيجية في مجالي الاقتصاد والطاقة، بهدف تقليص البيروقراطية وتسريع الإنجاز، مع الحفاظ على المعايير البيئية والجودة. وأوضح أن كيبيك بحاجة إلى أدوات جديدة لدعم استثمارات كبرى تعزز تنافسيتها في المرحلة المقبلة.
ردود الفعل : مبالغة في تهويل “خطر الإسلاميين”
خطاب ليغو أثار جدلاً واسعًا حيث برزت تعليقات ابرزها جاءت على الشكل المختصر التالي :
برونو مارشان، عمدة كيبيك المنتهية ولايته، اتهم رئيس الوزراء بالمبالغة في تهويل “خطر الإسلاميين” واستخدام “لغة حربية”.
النائبة الليبرالية مروى رزقي اعتبرت أن الخطاب لم يحمل جديدًا بل “إعادة تدوير” لوعود قديمة.
- أما ربا غزال من حزب كيبيك سوليدير، فقالت إن الأزمات الحقيقية التي تواجه السكان هي السكن والمناخ، لا ما وصفته بـ“التخويف من الإسلاميين”.
تعليق : مهاجمة “الإسلاميين” ورقة انتخابية والجالية مطالبة بالتحرك
من الواضح أن تصريحات فرانسوا ليغو الأخيرة بخصوص الاسلاميين لا تأتي بمعزل عن السياق الانتخابي في كيبيك. فمع اشتداد المنافسة بين حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) بزعامة ليغو، والحزب الكيبيكي (PQ) الذي يحاول استعادة شعبيته، بات خطاب مهاجمة “الإسلاميين” ورقة انتخابية مشتركة تُستخدم لاستمالة أصوات شريحة من الناخبين المتشددين أو القلقين من قضايا الهوية والهجرة.
هذا السباق على من يُظهر نفسه الأكثر “صرامة” تجاه المسلمين لا يهدف فقط إلى معالجة قضايا الأمن أو القيم، بل بالأساس إلى حشد القاعدة الانتخابية الداخلية التي ترى في الإسلام مرادفًا للتهديد. وهو ما يشكّل خطرًا مضاعفًا: إذ يشرعن الإسلاموفوبيا ويجعلها أداة انتخابية مشروعة في الخطاب العام.
مثل هذا التوجه لا يخدم الديمقراطية، بل يقوّض العيش المشترك ويزرع الخوف والكراهية في المجتمع. فمعالجة التحديات الحقيقية في كيبيك — من أزمة السكن، إلى الاقتصاد، إلى المناخ — هي ما ينتظره المواطنون، لا التنافس في إلقاء اللوم على جالية دينية بعينها.
كما ان على الجالية ان تبادر الى التحرك ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها عبر خطة منسقة بين جميع مكوناتها تكون على مستوى هذه المرحلة ما يحمي الأجيال القادمة من الكراهية والتعصب والاستهداف الممنهج.
164 مشاهدة
30 سبتمبر, 2025
92 مشاهدة
30 سبتمبر, 2025
230 مشاهدة
13 سبتمبر, 2025