Sadaonline

تساؤلات عن موقع حزب الكتائب في المشهد الدولي : سامي الجميّل يلتقي ميلاني جولي والاخيرة لم تنشر الخبر

الوزيرة جولي معروفة بنشاطها الإعلامي وتوثيقها لمعظم اجتماعاتها السياسية، ما يجعل الصمت حول هذا اللقاء تحديداً محط استفهام.

متابعة صدى اونلاين ـ مونتريال 

تثير زيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل إلى كندا ولقاؤه وزيرة الصناعة والوزيرة السابقة للخارجية ميلاني جولي جملة من القراءات السياسية، خصوصاً في ضوء عدم نشر جولي أي إشارة للقاء عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث اقتصر الإعلان حتى اعداد الخبر على موقع الكتائب اللبنانية وتناقلته عنه مواقع إخبارية جالوية ولبنانية .وهو تفصيل لم يمرّ مرور الكرام لدى خصومه في الساحة اللبنانية والكندية على السواء. حيث رأى مصدر متابع في تعليق لموقعنا ان "الزيارة وان كانت بحدّ ذاتها ذات قيمة سياسية للجميّل، لكنها جاءت منقوصة من عنصر أساسي: الاعتراف الرسمي العلني من الطرف الكندي. سيما غياب النواب من اصل لبناني مثل: فيصل الخوري وزياد ابو لطيف ووزيرة الهجرة الفدرالية السيدة لينا متلج دياب عن المشهد الاعلامي . فيما تصدر المشهد حضور النائب من اصل لبناني السيدة اليس ابي خليل المعروفة بتاريخها الكتائبي"، كما يؤكد مصدر متابع في الجالية. وهذه التفاصيل تطرح علامات استفهام حول مدى أهمية اللقاء وموقع الكتائب في المشهد الدولي.

ماذا في خبر موقع الكتائب الاخباري؟

جاء في الخبر الذي نشره موقع حزب الكتائب الرسمي انه " يواصل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل زيارته الى كندا  والتقى في مونتريال وزيرة الصناعة والوزيرة السابقة للخارجيّة ميلاني جولي، وكانت مناسبة لعرض آخر التطورات في الشرق الأوسط وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان وكندا، وخصوصاً في ظل وجود الجالية اللبنانية الكبيرة في المدن الكندية المختلفة".

أولاً: زيارة مهمة… لكن غير مكتملة الصورة

المصدر المطلع رأى انه " من حيث الشكل، يُعدّ اللقاء مع شخصية كندية بارزة خطوة إيجابية للجميّل، لما تمثّله جولي من وزن سياسي داخل الحكومة الفدرالية. إلا أن غياب أي إعلان رسمي من طرف الوزيرة يُضعف وقع الزيارة ويخلق انطباعاً بأنها لم تُعامَل بمستوى اللقاءات الرسمية التي عادة ما توثّقها جولي عبر حساباتها. 

ويرى المصدر ان " الصورة التي نشرت تؤكد ان اللقاء لم يكن رسميا وليس له انعكاسا على الارض كما حاول ان يوحي الخبر المنشور في صفحة الكتائب وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان وكندا وهي تمنيات يطرحها اي لبناني يلتقي بالمسؤولين الكنديين" .

ثانياً: اللقاء مجاملة أكثر منه سياسي

يرى المصدر ان امتناع جولي عن نشر الخبر قد يكون مؤشراً إلى أنه: جاء مجاملة للجالية اللبنانية أكثر من كونه اجتماعاً رسمياً ذا نتائج ملموسة، وأن الجانب الكندي لم يرغب في إعطاء اللقاء زخماً إعلامياً يتجاوز حجمه الحقيقي.

ثالثاً: تجنّب التسييس داخل الجالية اللبنانية في كندا

ولفت المصدر الى ان " كندا حذرة جداً في التعاطي مع الخلافات اللبنانية الداخلية. وقد يكون قرار جولي عدم نشر اللقاء مرتبطاً برغبتها في:

  • تجنّب الظهور وكأنها تدعم طرفاً لبنانياً على حساب آخر،

  • الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف مكوّنات الجالية اللبنانية،

  • الابتعاد عن أي عناوين قد تُفسَّر في لبنان كاستقواء خارجي أو دعم سياسي مباشر.

بهذا المنطق، يستخدم خصوم الجميّل غياب التغطية الكندية كحجة للتشكيك في أهمية الزيارة.

فالوزيرة جولي معروفة بنشاطها الإعلامي وتوثيقها لمعظم اجتماعاتها السياسية، ما يجعل الصمت حول هذا اللقاء تحديداً محط استفهام.

وبحسب المصدر المطلع فان " الحضور الدبلوماسي للكتائب محدود، وأن الزيارة كانت أقرب إلى محاولة لإظهار إنجاز خارجي من دون نتائج واضحة".

و لدى سؤال المصدر في حال نشرت جولي الصورة هل يغير من الواقع شيئا؟ يعتبر المصدر انه ابدا لن يغير شيئا، بلحاظ ان اللقاء ليس رسميا. و على ما يبدو انه جرى في احد المنازل بعيدا عن الاعلام وليس هناك اي محضر رسمي يمكن البناء عليه في " تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان وكندا" التي ذكرها البيان المنشور على موقع حزب الكتائب ".

هل نجحت الزيارة في تحقيق اي من اهدافها ؟ يجيب المصدر " كان الطبق الرئيس في الزيارة هو التصويب على جهة داخلية معروفة على خصومة مع الجميل الاب والابن والجد أيضا بحكم العلاقات التاريخية لهذا الحزب مع الكيان الصهيوني منذ ما قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ليأخذ راحته في التفريغ عن مكنوناته واحلامه ". وتابع المصدر " ركز الجميل على حث الناخبين على التسجيل للاقتراع في الانتخابات من اجل هدف واحد هو تكملة ما بدأه الإسرائيلي في حربه الأخيرة على لبنان وبالأخص منطقة الجنوب والضاحية ". وهذا الهدف - اي حث الناخبين ـ قد لا يكون تحقق سيما انه لاجظنا تراجعنا في تسجيل المغتربين عن الدورة السابقة بمقدار عدة آلاف ناخب ".

وتمنى المصدر على كل الافرقاء السياسيين ان "لا يبخوا سمومهم وسط الجاليات التي اتت الى هنا تبحث عن الاستقرار والراحة النفسية "، مذكرا بما قاله رئيس الجمهورية جوزيف عون .

وذكر المصدر بحجم الكتائب في المشهد اللبناني الذي لا يعد له وزن قبالة اطراف مثل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر .

 واذ تمنى المصدر في ختام حديثه " تحقيق تقدم وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان وكندا"، الا انه من دون اي شك لن يكون بفضل تدخل الجميل، بل بفضل سعي كندا الى فتح صفحة جديد نحو لبنان بفضل وجود شخصيات لبنانية مهمة في الحكومة الكندية مثل الوزيرة لينا متلج دياب ".

* مصدر الصورة موقع حزب الكتائب اللبنانية