Sadaonline

رمشة عين الملك عبدالله بن حسين

من كان سخياً بحب الملك ومغرماً في تفسير رفات جفونه الى القول ان التوتر الذي أصاب عبدالله أثّر كثيراً بترامب


د. علي ضاهر ـ مونتريال

 

المؤتمر الصحفي الذي جمع ترامب بملك الأردن عبدالله نال العديد من المشاهدات والكثير من التساؤلات وأثار زوبعة من النقاشات. فاضطراب شفتي الملك حيّرت محبيه وكارهيه؛ جلسته "المقلقزة"، يعني غير المتزنة بالفصحى، أثارت تساؤلات مريديه ورافضيه؛ احمرار وجهه رمى بثقله على من معه ومن ضدّه. أما من لم يشاهد حركات عيون الملك ولا سيما رعشات جفونه ورفات رموشه فقد خسر نصف عمره، كما يقال بالعامية، فهي قد أحدثت ثورة في عالم التواصل الاجتماعي وأقامت الدنيا ولم تقعدها بين أنصاره واعدائه، لدرجة ان خبراء الرمشالوجيا وعلماء الجفنالوجيا، أسوة بإخوتهم من علماء الصحة ومحللي النفوس اشتركوا في محاولة لتفسير ذلك. فرعشات الجفون ورفّات الرموش التي أصابت الملك عبدالله خلال جلسته في حضرة الامبراطور ترامب حمّالة أوجه ولها دلالات قد تكون مرضية او وراثية او نفسية، وقد تفسر بألف وجه ووجه، وذلك انطلاقاً من ذاتية المُفَسر، ان كان محباً للملك عبدالله او مبغضاً له او محايداً غير مهتماً بنجاحاته او اخفاقاته.

 فمن كان سخّياً بحب الملك ومغرماً به نظر الى رعشات رموشه ورفّات جفونه ففسرها بطريقة محببة وعزاها الى توتر وتسارع في دقات قلبه واحمرار وجهه، وذلك رغبة منه في التقاط صور لمحبوبه الامبراطور ترامب وتخليد لحظة اللقاء التاريخية التي جمعته به، كي ينشرها لاحقاً على موقعه، ويتباهى بها أمام محبيه ومريديه؛ كما وليسجل نقاطا و"يحرقص"، كما يقال بالعامية، مناوئيه من رؤساء وزعماء آخرين، لا سيما عرب، كونه أول من التقى بترامب العظيم. فهو لم يدفع فلسا عربيا واحدا، لكنه كان اول من التقاه، بينما غيره وعد بدفع مئات المليارات ولغاية الان لم يحصل من ترامب على التفاتة.

 ويمضي أيضا من كان سخياً بحب الملك ومغرماً في تفسير رفات جفونه الى القول ان التوتر الذي أصاب عبدالله أثّر كثيراً بترامب، فرمق الملك بنظرات ذباحة وقتالة، وكان يتمتم بين النظرة والنظرة بكلمات-- لم يتمكن من فكّ رموزها الا صفوة خبراء قراء الشفاه-- استعارها من أغاني لمحرم فؤاد "رمش عينه اللى جارِحني رمش عينه، رمش عينه اللى دابِحني رمش عينه"، ووديع الصافي "على رمش عيونها قابلت هوى طـــار عقلي مني وقلبي هوى"، وعبدالحليم "يا رموش قتاله وجارحه يا بويا"، وهي  أغاني مفضّلة لدى ترامب ويعرفها منذ زمن بعيد، منذ صباه، يوم كان يستعملها سلاحاً فتاكا خلال غزواته النسائية العديدة.

 أما من كان موضوعيا وموقفه محايداً تجاه سياسات الملك عبدالله، فوصف حالته بانها صحية، فقال: مسكين الملك عبد الله المفدى، سليل الهاشميين الأحرار، حامي الديار المقدّسة، فرعشة ورفرفة رموشه وجفونه سببها حالته الصحية التي يطلق عليها الاخصائيون اسم "الانقباض العضلي المستمر للجفون"، وهي حالة تجري فيها انقباضات متسارعة، متكررة ولا إرادية للجفون تكون ناتجة عن التعب والإرهاق! فالضنى قد أنهك الملك المسكين من جراء دفاعه، أمام ترامب، عن غزة والقدس والضفة، ومذكرا ترامب ان المملكة كانت قد دافعت، في الماضي القريب، عن إسرائيل، وقت تعرضها للصواريخ الإيرانية، كرمى لعيون رعاتها.

  أما من كان لئيماً في توصيف حالة الملك عبدالله وأراد تسجيل نقاط ضده، فطبّق المثل: "طعمي التم تستحي العين" لوصفه به، وهو مثل يدل على انك اذا تفضلت على شخص ملكته، لان فضلك ويدك عليه ورموشه وجفونه ترتعش أمامك وعينه تنكسر لرؤيتك. سيما ان ليس عينا واحدة ولا رمشا واحدا من عينين ورموش الملك كانت ترتعش، بل كانت كلها ترتجف وترفرف بسرعة فاقت سرعة ضربات أجنحة طائر "الطنان"، أصغر طائر على وجه الأرض، والتي تتحرك بمعدل بين 60 و70 حركة في الثانية الواحدة.

 هذه بعض تفسيرات المراقبين من محب ومكره ولا مبالي، كل من موقعه لما جرى بين الملك عبدالله والامبراطور العظيم ترامب، مالئ الدنيا وشاغل الناس. ولكن حقيقة الأمر تبقى عند عالم ما في الصدور والنفوس. أما نحن، عباد الله، مساكين المنطقة التي تناولا مصيرها في اللقاء، فما أوتينا من العلم الا قليلا، لكننا سنتلقى حتماً الكثير من تبعات ذلك، طالما بقينا منصاعين وتحت رحمة قادة ورؤساء على هذه الشاكلة!

 

*صورة الملك عبد الله من صفحته على موقع اكس