Sadaonline

نائبة في برلمان بريتيش كولومبيا ترفع دعوة قضائية ضد المديرة الدولية لشبكة صامدون!

خبراء قانونيين يرون أن حظوظ هذه الخطوة ضعيفة

أقدمت نائبة مثيرة للجدل في برلمان مقاطعة بريتيش كولومبيا ، سبق ان طردت من حزب المحافظين في المقاطعة ، على خطوة غير مألوفة عبر إطلاق دعوى قضائية خاصة ضد الناشطة المديرة الدولية لشبكة "صامدون" للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين شارلوت كيتس.

وأعلنت دالاس برودي، زعيمة حزب OneBC، أنها ستباشر بنفسها دعوى خاصة ضد كيتس أمام محكمة فانكوفر، معتبرة أن من حق المواطنين رفع دعاوى عندما يرون وجود أساس معقول لاتهام بارتكاب جريمة، وأكدت أنها ستطالب بمحاكمة كيتس بتهم "الإرهاب" وانتهاك القانون الجنائي الكندي.

لكن خبراء قانونيين يرون بحسب قناة سي تي في أن حظوظ هذه الخطوة ضعيفة. المدعي العام السابق روب دانو أوضح أن الدعوى الخاصة آلية قانونية متاحة للمواطنين، لكنها تواجه عقبات عديدة. أولها أن قاضياً سيستمع أولاً للملف، وغالباً سيرفضه لأن الشرطة أنهت بالفعل تحقيقها والملف الآن قيد التقييم لدى النيابة. حتى لو تجاوزت هذه المرحلة، فمن المرجح أن تسقط لاحقاً، إذ يمكن للنيابة العامة أن تستلم الملف وتغلقه متى شاءت.

مع ذلك، يرى دانو أن برودي قد تحقق هدفاً سياسياً حتى لو فشلت قضائياً، لأن تحركها يسلط الضوء على بطء الحكومة والنيابة في اتخاذ القرار بشأن كيتس، وقد يدفع ذلك السلطات للمضي قدماً.

وزارة العدل في بريتيش كولومبيا أوضحت أن التهم المتعلقة بالإرهاب تدخل ضمن الاختصاص الفيدرالي، أما بخصوص تهم خطاب الكراهية الموصى بها من شرطة فانكوفر، فقد أحالت الأمر للنيابة العامة بحجة استقلالية القضاء. النيابة من جهتها أكدت أن الملف لا يزال قيد المراجعة ولم تحدد موعداً لصدور القرار، لكنها أقرت بأنها استلمت نسخة من دعوى برودي الخاصة وتدرسها حالياً.

برودي بدورها قالت إنها تتوقع تحديد جلسة ابتدائية أمام قاضٍ خلال 60 يوماً.

وترى أوساط سياسية مقربة من "صامدون" أن برودي تسعى، بالتنسيق مع المنظمات الصهيونية الداعمة للاحتلال، إلى "تحقيق مكاسب سياسية رخيصة، وبناء شعبية زائفة داخل الأوساط اليمينية المتطرفة في كندا، عبر استهداف أصوات المقاومة وقمع الحركات المناهضة للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. ويأتي هذا التحرك في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي العالمي ضد جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية.

بدورها قالت المناضلة شارلوت كيتس إنّ "هذه الملاحقات ليست سوى حملات تقودها قوى فاشية عنصرية متواطئة مع الاحتلال، هدفها حرف الأنظار عن المجازر والإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وعن الجرائم المستمرة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال". وأكدت كيتس أن "هذه الحملة لن تُرهبنا ولن توقف تصاعد النضال الشعبي لوقف تسليح الكيان الصهيوني المجرم، ولن تثنينا عن فضح سياسات الإرهاب الصهيوني وملاحقة داعميه في كل مكان".

وكررت كيتس موقف شبكة صامدون الذي "يؤيد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال بما في ذلك الكفاح المسلح والعنف الثوري المشروع حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر".

دالاس برودي سبق ان طردت من حزب المحافظين في بريتيش كولومبيا

يشار الى انه كان تم طرد دالاس برودي من حزب المحافظين في بريتيش كولومبيا يوم 7 مارس 2025، وذلك بعد تصريحاتها الساخرة والمثيرة للجدل حول الناجين من المدارس الداخلية للسكان الأصليين.

وكانت برودي قد نشرت في فبراير منشورًا على منصة X قالت فيه إن "العدد المؤكد للأطفال المدفونين في موقع مدرسة كامبلوس الداخلية هو صفر"، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة. لاحقًا، ظهرت في بودكاست تقلّد فيه أصوات الناجين من تلك المدارس بأسلوب ساخر، بما في ذلك شهادات عن سوء المعاملة والاعتداءات الجنسية، ما اعتبره زعيم الحزب جون روستاد تجاوزًا لا يمكن التسامح معه.

وقال روستاد في بيان:"بسبب سلوكها العام بسخرية التقليل من شهادات الناجين، فإن برودي لم تعد مرحبًا بها في الحزب".

قرار الطرد أحدث انقسامًا داخل الصفوف المحافظة، إذ أعلن النائبان جوردان كيلي وتارا أرمسترونغ انسحابهما من الحزب تضامنًا مع برودي، ليواصلوا عملهم كنواب مستقلين في الجمعية التشريعية.

وفي أعقاب الأزمة، أسست برودي وأرمسترونغ حزبًا جديدًا تحت اسم OneBC، تولّت برودي قيادته المؤقتة، في محاولة لتشكيل بديل سياسي يرفع شعار "إعادة صوت المواطنين".

الجدير بالذكر أن تصريحات برودي أثارت أيضًا ردود فعل غاضبة من قادة السكان الأصليين، الذين وصفوا كلامها بأنه "خطاب إنكاري عنصري" يقلل من حجم المعاناة التي عاشها آلاف الأطفال في المدارس الداخلية، مؤكدين أن ما جرى لا يحتمل التشكيك أو التهكم.