Sadaonline

قرارات الصحة العامة في الولايات المتحدة قد يكون لها تداعيات سلبية مباشرة على صحة الكنديين

وزيرة الصحة الكندية : العلاقة الصحية والعلمية بين كندا والولايات المتحدة لم تعد كما كانت في السابق

حذّرت وزيرة الصحة الكندية، مارجوري ميشيل، من أن قرارات حديثة اتخذتها مؤسسات الصحة العامة في الولايات المتحدة قد يكون لها تداعيات سلبية مباشرة على صحة الكنديين، لا سيما في ظل الترابط الوثيق بين البلدين.

وفي مقابلة مع برنامج The House على شبكة CBC News، قالت ميشيل إن هذه التطورات “مقلقة للغاية”، مضيفة:

“الولايات المتحدة هي أقرب جيراننا، وهي جار كبير، وما يحدث هناك ينعكس علينا”.

قلق من تراجع سياسات التطعيم في الولايات المتحدة

وجاءت تصريحات الوزيرة عقب قرار اتخذته لجنة استشارية تابعة لـمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، قضى بإلغاء التوصية المعتمدة منذ سنوات بتطعيم جميع الرضع ضد التهاب الكبد الوبائي (B).

وأوضحت CBC News أن القرار لا يشمل الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالفيروس، إذ ما زالت التوصية قائمة في هذه الحالات.

غير أن ميشيل شدّدت على أن أي تراجع في سياسات التطعيم في دولة مجاورة بحجم الولايات المتحدة قد يؤثر على كندا، خصوصاً إذا تأثر الرأي العام الكندي بهذه التوجهات. وقالت:

“الضرر يمكن أن يصل إلينا إذا بدأنا نصدق ما يُقال هناك، وبعض الكنديين يفعلون ذلك بالفعل”.

انتقادات لدور وزير الصحة الأميركي

وأشار تقرير CBC News إلى أن أعضاء اللجنة الأميركية تم اختيارهم من قبل وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي روبرت ف. كينيدي الابن، المعروف بتشكيكه العلني في سلامة وفعالية بعض اللقاحات، وبترويجه سابقاً لنظريات غير مثبتة تربط بين اللقاحات ومرض التوحّد، قبل أن يتراجع عن بعض تصريحاته.

وفي هذا السياق، قالت ميشيل إن العلاقة الصحية والعلمية بين كندا والولايات المتحدة لم تعد كما كانت في السابق، مضيفة:

“هناك تغيّر ثقافي واضح، وعلينا في كندا أن نعيد بناء الثقة بالعلم”.

كندا تفقد وضع “القضاء على الحصبة”

تزامنت هذه المخاوف مع إعلان وكالة الصحة العامة الكندية (PHAC)، الشهر الماضي، أن كندا لم تعد تتمتع بوضع القضاء على مرض الحصبة، بعد استمرار تفشي المرض لأكثر من 12 شهراً.

وبحسب البيانات الفدرالية، تم تسجيل 5,298 إصابة بالحصبة في عام 2025، استحوذت أونتاريو على نحو 45 في المئة منها، تلتها ألبرتا بنسبة تقارب 37 في المئة.

وأكدت ميشيل، في حديثها لـCBC News، أن الوكالة تعمل على تكثيف حملات التوعية، وأنها تتعاون مع منظمات ميدانية لاحتواء التفشي، قائلة:

“لا أريد تسييس قضية تتعلق بصحة الكنديين. دوري هو حمايتهم، ولدينا البيانات التي تدعم ذلك”.

وأوضحت وكالة الصحة العامة أن كندا يمكنها استعادة وضع القضاء على الحصبة إذا تم وقف انتقال السلالة الحالية لمدة لا تقل عن 12 شهراً.

جدل حول توسيع الرعاية الصحية الخاصة

وتطرقت المقابلة أيضاً إلى الجدل الدائر بشأن توسيع دور القطاع الخاص في الرعاية الصحية، لا سيما في مقاطعة ألبرتا، التي قدّمت مشروع قانون يسمح للأطباء بالعمل في النظامين العام والخاص.

وقالت ميشيل إن الحكومة الفدرالية تدرس ما إذا كانت هذه الخطوة تتوافق مع قانون الصحة الكندي، محذّرة من أنه في حال مخالفة القانون “ستُفرض عقوبات إلى أن يتم الالتزام به”.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه أونتاريو عن استثمار 125 مليون دولار على مدى عامين لإجراء ما يصل إلى 20 ألف عملية جراحية إضافية في عيادات مجتمعية، ضمن توجه متنامٍ لتوسيع تقديم الخدمات الصحية عبر القطاع الخاص بتمويل عام.

* الصورة من موقع الحكومة الكندية