Sadaonline

كريغ سوفيه: نعمل لتقليل اعتمادنا على القطاع الخاص لمحاربة الفساد، وسحب الاستثمارات من إسرائيل لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة

"نتقدم ببطء ولكن بثبات نحو وضع يمكننا من خلاله الفوز في هذه الانتخابات"

 

دارين حوماني ـ مونتريال

تجري حاليًا الاستعدادات للانتخابات البلدية التي ستُجرى في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، وتشمل القائمة الانتخابية لعمدة المدينة حتى الآن 5 أسماء، هم:

لوك رابوان (Projet Montréal)، سورايا مارتينيز فيرادا (Ensemble Montréal)،  جان فرانسوا كاكو (Futur Montréal)، جيلبرت ثيبودو (Action Montréal)، وكريغ سوفيه (Transition Montréal).

كريغ سوفيه عضو في المجلس البلدي ممثلًا لمنطقة الجنوب الغربي منذ عام 2013، ويشغل منصب نائب رئيس البلدية منذ عام 2021. في عام 2024، ترشح عن الحزب الديمقراطي الجديد في انتخابات فرعية في لاسال-إيمارد-فيردان، وكذلك في الانتخابات العامة في عام 2025. شغل كريغ منصب نائب رئيس STM من عام 2017 حتى 2021. يُعدّ توفير السكن بأسعار معقولة أولويةً له. في عامي 2017 و 2018، شغل منصب نائب رئيس لجنة الإسكان الاجتماعي في بلدية مونتريال، ومستشارًا مشاركًا لشؤون الإسكان في اللجنة التنفيذية لمدينة مونتريال.

بنى كريغ سوفيه مكانته السياسية على تحدّي الوضع الراهن. يُعرف سوفيه بموقفه المستقل ودفاعه الصريح عن حقوق الإنسان ووقف الإبادة الجماعية في غزة، ويدفع باتجاه إصلاحات جريئة في قضايا تتراوح بين توفير السكن والتشرد، والتجديد الديمقراطي والبنية التحتية.

في هذه المقابلة معه، يستعرض تجربته كعضو في المجلس البلدي، ويحدد أولوياته للانتخابات البلدية القادمة مع Transition Montréal، ويتحدث عن سعيه لتقليل الاعتماد على القطاع الخاص كأمر أساسي لمكافحة الفساد.

كما يشارك آراءه حول الإصلاح الانتخابي، والنقل المستدام، والتضامن الدولي، داعيًا إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل. ويؤكد سوفيه على رؤيته لمونتريال أكثر عدالة وشفافية ومسؤولية اجتماعية، حيث يتم توجيه الموارد العامة نحو رفاهة المواطنين بدلًا من الأرباح الخاصة.

***

كيف تُقيّم تجربتك كعضو في المجلس البلدي لمدينة مونتريال؟

كانت تجربة إيجابية للغاية. إنها وظيفة شاقة. لدى المواطنين الكثير من الأسئلة. يريدون منك حل جميع مشاكلهم بسرعة. وهذا أمر طبيعي. أتقبل ذلك. هذا جزء من عملي. لكنني أبذل قصارى جهدي لأكون شخصًا متاحًا جدًا للمواطنين، حتى أتمكن من الرد على مشاكلهم أو استفساراتهم بسرعة ومعالجة قضاياهم على الفور. هذا عنصر بالغ الأهمية بالنسبة لي.

ما هي أهم القرارات أو المشاريع التي ساهمت فيها؟

بصفتي عضوًا مستقلًا، كنتُ أدفع بقوة في العديد من القضايا. كان أحد أكبر إنجازاتي هو حثّ المدينة على إقرار اقتراح لإنشاء خط سكة حديد عالي السرعة بين مونتريال وتورنتو. كانت الحكومة الفيدرالية تعمل على مشروع خط سكة حديد جديد، لكنه لم يكن عالي السرعة. ما أقصده بالسرعة العالية هو أنني أريد 300 كيلومتر في الساعة.

أريد أن أتمكن من الوصول من مونتريال إلى تورنتو في ساعتين ونصف. لذا، تعاونتُ مع أعضاء مجالس محلية أخرى في أنحاء كندا، ووافقنا على اقتراح في مونتريال وتورنتو وأوشاوا القريبة من تورنتو، للموافقة على مشروع قطار فائق السرعة.

تترشح اليوم للانتخابات البلدية مع Transition Montreal،ولديكمالعديد من المشاريع والأهداف. ما هي أولوياتكم والخطط التي تعتبرونها مُلحة؟

هناك عدد من المشاريع، ولكن يجب أن أذكر أن أحدها هو التركيز على مكافحة الفقر والتشرد. بالنسبة لي، من غير المقبول أن يعيش الناس في الشوارع لأن كندا بلد غني، ولدينا الموارد الكافية لإطعام الجميع.

لدينا الموارد اللازمة لإيواء الناس، لكننا نختار أن نفعل أشياء أخرى بأموالنا. لذلك أريد مضاعفة ميزانية مدينة مونتريال ثلاثة أضعاف لمكافحة التشرد، ومساعدة المشردين في الحصول على مسكن وجميع خدمات الدعم التي يحتاجونها. هذا مهم بالنسبة لي.

أمر آخر هو أنني أريد أن تقوم مدينة مونتريال بمزيد من الأشغال العامة بدلًا من القطاع الخاص. كما تعلمون، تُنفذ العديد من الأشغال العامة من قِبل شركات خاصة. هذا يعني رصف الطرق، والأرصفة، والحفريات. ونعلم أنه يمكننا إنجاز ذلك بتكلفة أقل إذا قمنا به عبر البلدية بدلًا من دفع أرباح للشركات الخاصة. كما نؤمن بإمكانية التحكم في مواقع عملنا بشكل أفضل، لأنه عندما يُترك الكثير للقطاع الخاص، فإنه يميل إلى تحويل تركيزه بطرق لا تصب بالضرورة في مصلحة المواطنين. نُطلق على هذا المشروع اسم "إنفرا مونتريال" Infra-Montréal، أي البنية التحتية لمونتريال.

لدينا أيضًا برنامج للإصلاح الديمقراطي، يهدف إلى تغيير النظام الانتخابي في مونتريال، وإدخال التمثيل النسبي. وهذا يعني زيادة عدد الأحزاب في مجالس الأحياء. ونريد أن يُستخدم الاقتراع التصاعدي في انتخابات رئاسة البلدية. هذا يعني اختيار واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة بالترتيب الذي يُفضله كل شخص. بعد ذلك، سيتم فرز الأصوات بطريقة تضمن اختيار رئيس البلدية بتوافق آراء جميع الناس.

وباختصار، مكافحة الفقر وتوفير مساكن للناس إذ يُعد الإسكان من أهم القضايا. Infra-Montréal ، تُجري المزيد من العمل داخليًا لتحسين السيطرة على مواقع عملنا، ولدفع أجور أقل لنفس كمية العمل. أما العنصر الثالث فهو الإصلاح الديمقراطي.

 

لا يزال السكن يُمثل أزمةً كبيرة. لقد تحدثتَ عن التشرد، وهو أمرٌ بالغ الأهمية، لكن الكثير من الناس يُواجهون خطر التشرد إذا استمرت الإيجارات في الارتفاع. هل للمدينة دورٌ في حل هذه المشكلة، ربما بوضع حدودٍ للإيجارات أو اقتراح حلولٍ أخرى؟

بالتأكيد. يُمكن للمدينة فعل الكثير. لكنها لا تستطيع فعل كل شيء لأن المقاطعة تُسيطر على العديد من القوانين. على سبيل المثال، تخضع حدود الإيجارات لحكومة المقاطعة كيبيك.

لكن ما يُمكن لبلدية مونتريال فعله هو بناء المزيد من المساكن غير الربحية.

المساكن غير الربحية، بحكم تعريفها، مُصممة لتوفير مساكن بأسعارٍ معقولة، وليس لتحقيق ربحٍ لأصحاب العقارات. نريد بناء المزيد من التعاونيات، والمزيد من المساكن المجتمعية، حتى يتمكن كبار السن والعائلات والطلاب من تحمل تكلفة السكن.

هذا جزءٌ كبيرٌ حقًا، وأنتِ مُحقة، إنه جزءٌ من منع التشرد. هناك العديد من العائلات التي تُطرد من شققها في الأول من يوليو/تموز ولا تجد مكانًا تذهب إليه. هذا، في رأيي، غير مقبولٍ في مجتمعنا الغني أيضًا. علينا أن نحرص على رعاية الناس. عندما ننظر إلى برنامج "انتقال مونتريال" الخاص بحزبنا، نجد أن الأمر يتعلق بشكل أساسي بهذه الأجندة الاجتماعية والاقتصادية. يتعلق الأمر برعاية الناس لضمان حصولهم على مسكن، وخدمات مناسبة، وأمنهم. يعيش بعض الناس في مساكن تعج بالحشرات أو العفن. علينا إجراء المزيد من عمليات التفتيش لحماية المستأجرين في مثل هذه الحالات، والتأكد من أنهم يعيشون في بيئة آمنة. هذا مهم للغاية.

في الواقع، حق فرض ضوابط الإيجارات يعود للحكومة الإقليمية، ومقاطعة كيبيك هي التي تضع هذا القانون. لذا، يمكننا المساهمة من خلال بناء مساكن خارج السوق الخاصة. فإذا لم تكن ضمن السوق الخاصة، فلن يكون هناك حافز لرفع الإيجارات. لأن الإيجارات ستبقى منخفضة، لأن المساكن مصممة لخدمة الناس، وليس لإثراء الملاك. لذا، فهذه هي أفضل طريقة يمكن للمدينة من خلالها المساهمة في خفض الإيجارات وجعلها في متناول الجميع. وهذا أيضًا أمر طويل الأمد.

نحن نتحدث عن مساكن تبقى، طوال فترة وجودها، أرخص من السوق. وهذا مستقر. وهي آمنة لأنها ليست مملوكة لأشخاص يحاولون جني المال على حسابكم، بل مملوكة لمجموعات مجتمعية، أو تعاونيات، أو للحكومة التي تبني هذه المساكن. هذا في غاية الأهمية.

لقد تحدثتم عن إصلاح النظام الانتخابي في مونتريال. وعند إطلاق هذا المشروع في وقت سابق من هذا الشهر، قلتم: "نحن نتحدث عن نظام برلماني بريطاني يتسم بالجمود". ما هي المزايا أو المرونة التي سيجلبها هذا الإصلاح؟

في النظام البرلماني، وهو النظام المعمول به في مجلس المدينة، يُنتخب شخص واحد لكل مقعد، وإذا حصل على أكبر عدد من الأصوات، يفوز. لكن في بعض الأحيان، لا تصل نسبة "أكبر عدد من الأصوات" حتى إلى 40% من الإجمالي. أحيانًا تصل إلى 38%.

مع إصلاحاتنا المقترحة، سيكون لدينا تنوع أكبر في عدد الأحزاب الممثلة في مجلس المدينة لأن المقاعد ستكون متناسبة مع الأصوات التي حصل عليها. لنفترض أن حزبًا واحدًا حصل على 20% في إحدى البلديات، فسيكون لديه 20% من المقاعد. إذا حصل حزب واحد على 40% في البلديات، فسيكون لديه 40% من المقاعد. ما يحدث حينها هو أن الوضع يصبح أكثر ديمقراطية وأكثر عدالة.

والناس، عندما يرون ذلك، يقولون: "حسنًا، صوتي مهم". أحيانًا يرغب الناس في التصويت لحزب ربما يكون أقل شعبية، لكنهم يؤمنون به. ثم يفكرون، لن يفوزوا، "لماذا نصوت".. لكن الآن، مع هذا النظام، يمكننا القول: "إذا صوّتت للحزب الذي تؤمن به، فلديه فرصة للحصول على مقاعد". لذا، فالأمر يستحق العناء. إنه يشجع الناس على التصويت ويجلب المزيد من التنوع إلى مبنى البلدية.

ستكون لدينا آراء مختلفة في مبنى البلدية، وليس حزبًا واحدًا فقط يهيمن طوال الوقت. وهذا يحدث في كيبيك وكندا. على سبيل المثال، مع حزب كيبيك المستقل في كيبيك: لم يحصلوا حتى على 50% من الأصوات. لقد حصلوا على ما يقارب 38%، لكنهم يسيطرون على السلطة بالكامل. لا يضطرون حتى للتفاوض مع الأحزاب الأخرى. هذا ليس ديمقراطيًا.

لذا، نحن بحاجة إلى مزيد من التنوع في السياسة. وهذا يعني تقاسم السلطة. ويعني أيضًا إصلاحًا انتخابيًا. هذا ما نقوله. إن السبيل لبناء تحالفات وتشكيل أحزاب جديدة هو الإصلاح الانتخابي. إنه بالغ الأهمية. وسيخلق توازنًا أفضل في مبنى البلدية.

تحدثتم أيضًا عن إضافة تدابير لتخفيف الازدحام المروري. ومع ذلك، نرى مشاريع مسارات الدراجات على طرق مونتريال تُفاقم الازدحام المروري، وبالتالي تلوث الهواء. في مدينة مكتظة بالسكان وجاذبة للمهاجرين مثل مونتريال، كيف يمكن تبرير تضييق الطرق، خاصةً وأن العديد من الدول تعمل على توسيع شبكات الطرق لمواكبة النمو السكاني؟

هذا سؤال جيد. في العديد من الأحياء المركزية في مونتريال، لدينا مشكلة حقيقية. مهما فعلنا، سيكون هناك عدد كبير جدًا من السيارات. إذن ما تقوله صحيح: لزيادة الطاقة الاستيعابية، يجب توسيع الطرق. أما إذا توسعنا في الأحياء المركزية، فسيتعين هدم المباني. ونحن لا نقبل ذلك. لا نقبل هدم الأحياء لبناء الطرق. لذا، فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي توفير خيارات أخرى. هذا يعني المزيد من الاستثمار في النقل العام. ويجب أن يكون بجودة أفضل حتى يرغب الناس في استخدامه. لأن الكثير من الناس يقولون: "إنه ليس سريعًا بما يكفي. يستغرق وقتًا طويلًا جدًا. عليّ انتظار الحافلة". ولكن إذا كانت الحافلة أكثر كفاءة، فسيختار الناس ركوبها. إذا كان لدينا مسار مخصص للحافلات على طول الشارع، فسيكون الأمر أسرع مع الحافلة.

لذا، يجب أن نوفر للناس بدائل. هذه هي الطريقة الوحيدة. ويتفق خبراء النقل في جميع أنحاء العالم على أنهم يبنون المزيد من مسارات الحافلات، وممرات الدراجات جزء من ذلك أيضًا. أعلم أن التغيير صعب على الناس عندما يكون هناك مسار جديد للحافلات أو مسار للدراجات، ولكن في مونتريال حاليًا، يزداد الإقبال عليه أكثر فأكثر. كل عام يتزايد عدد الأشخاص الذين يركبون الدراجات.

لذا، ما علينا فعله الآن هو الاستجابة لذلك من خلال جعل ركوب الدراجات آمنًا. على سبيل المثال، تُحطم BIXI الأرقام القياسية كل عام من حيث الشعبية. الناس يريدون BIXI في أحيائهم. وهناك الكثير من الشباب أيضًا، ولكن أيضًا كبار السن - يتزايد عدد كبار السن الذين يستخدمون الدراجات أيضًا. لذا، لحمايتهم، يجب أن نضع تدابير تضمن لهم تنقلًا آمنًا.

هناك أمران يحدثان: بعض الناس لا يُحبّذون مسارات الدراجات، ولكن من ناحية أخرى، هناك المزيد من الناس يستخدمونها. نعم، يتحدث الناس عن الشتاء في مونتريال، ولكن بشكل أساسي لمدة ثمانية إلى تسعة أشهر من السنة، يركب الناس الدراجات. في الأشهر الثلاثة الأخرى، يكون هناك عدد أقل من راكبي الدراجات، وبعض مسارات الدراجات أقل استخدامًا.

ولكن بشكل عام، يركب الناس الدراجات في معظم أيام السنة – حتى كانون الأول/ ديسمبر، حتى تساقط الثلوج بكثافة. ثم في آذار/ مارس، يعودون إلى استخدام الدراجات مرة أخرى. فالأمر يتعلق بحماية الناس.

رأينا امرأة توفيت عند تقاطع شارعي بارك وبرنارد. كانت تبلغ من العمر 30 عامًا، وكانت حياتها بأكملها أمامها. لم تكن هناك مسارات دراجات آمنة. لكن راكبي الدراجات لن يتوقفوا عن ركوبها. أعدادهم في ازدياد مستمر، لذا علينا حمايتهم. هؤلاء أبناؤنا. حماتي، عمرها يزيد عن 80 عامًا، وهي تركب الدراجة، وهناك المزيد والمزيد من كبار السن الذين يركبون الدراجات، ولدينا أيضًا دراجات كهربائية الآن. يعجبني رؤية ذلك.

هناك أناس متنوعون يركبون الدراجات. ترى أشخاصًا من جميع الخلفيات العرقية. ترى نساءً محجبات يركبن الدراجات. ترى رجالًا آسيويين يركبون الدراجات. ترى أشخاصًا من مختلف المجتمعات.

في مونتريال، أصبح ركوب الدراجات ثقافة راسخة. لذا علينا حمايتهم. هكذا ننظر إلى الأمر: يجب علينا حماية من يركبون الدراجات الآن.

نشهد استثمارات ضخمة في البنية التحتية، في حين أن العديد من شوارع مونتريال مليئة بالحفر وغالبًا ما تُلحق الضرر بالمركبات. وقد سُلط الضوء على هذا في التقرير السنوي للتدقيق العام للمدينة، ومؤخرًا، سقط راكب دراجة أثناء سباق دولي في مونتريال بسبب سوء حالة الطرق. هل هناك خطط ملموسة لإعادة رصف الشوارع وتحسين البنية التحتية الأساسية؟

صحيحٌ أن هناك الكثير من مشاكل البنية التحتية في مونتريال. والحقيقة هي أنه لسنواتٍ عديدة - بين عامي 1976 و 2010 تقريبًا - لم نكن نُصلح الطرق بالسرعة الكافية. كنا نُصلح الأنابيب تحتها. لأنه كلما نظرتَ إلى طريق، عليك أن تُفكّر: تحته أنابيب. هناك أنابيب مياه، وأنابيب صرف صحي، وأسلاك، وبنية تحتية للإنترنت، وبنية تحتية للهاتف.

بدأت هذه الأنابيب بالانكسار. وعندما تنكسر، يبدأ الطريق الذي فوقه بالانهيار. ومع انهيار الطريق، تظهر المزيد من الحفر. لذا، نحن في الواقع متأخرون جدًا عن المستوى المطلوب لبنية تحتية آمنة بسبب 40 عامًا من نقص الاستثمار. الحكومات السابقة - حتى قبل ولادتي - أوقفت الاستثمار في الطرق والأنابيب والبنية التحتية للمياه.

حاليًا، تشهد المدينة الكثير من أعمال البناء. نقوم بالكثير من أعمال البنية التحتية، ولهذا السبب هناك الكثير من أعمال البناء. أعلم كم هو مزعج وجود أعمال البناء في كل مكان، لأنها تزيد من الاختناقات المرورية، وهي قبيحة، ومغبرة، وصاخبة. لكن ليس لدينا خيار آخر. لذا، أيًا كان من سيفوز ويصبح عمدة المدينة القادم - سواء كنت أنا أو لوك أو ثريا - فسيكون هناك الكثير من أعمال البناء لأن المدينة تحاول اللحاق بالركب.

وكما ذكرتُ سابقًا في بداية حديثنا، المهم هو أنني الطرف الوحيد الذي يقول إن بإمكاننا القيام بالمزيد من هذا العمل داخليًا من قبل المدينة بدلًا من الشركات الخاصة. هذه إحدى استراتيجياتي. دعونا نزيد من إصلاحات الطرق من قبل المدينة لتوفير المال وتحسين الأداء. في كل مرة تقوم فيها شركة خاصة بإصلاح البنية التحتية للطرق، فإنها تعمل بوتيرتها الخاصة، وأحيانًا للمدة التي تريدها، ثم نضطر إلى إرسال مفتشين للإشراف عليها. هذا يكلف المال أيضًا، وهو أقل موثوقية.

أُفضل أن يتم إنجاز أعمال أكثر موثوقية داخليًا. هذا ما نطلق عليه مشروع Infra-Montréal: المزيد من العمل الذي تقوم به المدينة، وعمل أقل من قبل المؤسسات الخاصة.

هناك مشاريع ضخمة لخطوط STM. على سبيل المثال، أُنفقت ملايين الدولارات على خط حافلات على طريق Pie-IXمع مواقف حافلات زجاجية واسعة للركاب، بينما تفتقر العديد من محطات الحافلات في مونتريال إلى مواقف زجاجية، وينتظر الطلاب تحت المطر والثلج. ما رأيك في ذلك؟

أوافق. علينا توفير وسائل نقل عام مريحة للمستخدمين، سواءً عند نقاط توقف الباصات أو المترو. أنا مندهش من وجود أماكن خالية من الغرف الزجاجية. إنه خط حافلات رئيسي، ونحن بحاجة إلى غرف زجاجية عند كل نقطة وقوف للباصات.

نشهد على نقاش عام متزايد حول الفساد في منح عقود مشاريع للبنية التحتية في مونتريال. كيف تضمنون استقلالية قراراتكم البلدية عن المصالح الخاصة وشفافيتها المالية؟

أجرينا تحقيقًا واسع النطاق في كيبيك حول فساد البناء بين عامي 2011 و 2013. سُمّي التحقيق "لجنة شاربونو"Charbonneau Commission ، نسبةً إلى القاضية فرانس شاربونو. وقد كشف التحقيق أن قطاع البناء الخاص كان يعمل لرفع الأسعار لإجبار القطاع العام على دفع المزيد.

لذا، فإن حلّ المشكلة، مجددًا، هو ما ذكرته سابقًا: أن تقوم المدينة بمزيد من العمل. لأنه إن لم يكن هناك ربح، فلا فساد. كانت هذه في الواقع التوصية الأولى للجنة شاربونو: القيام بالمزيد من العمل داخليًا، وتقليل اعتمادنا على القطاع الخاص. وأنا أنفذ هذه التوصية بالفعل. أنا أحارب الفساد بهذا.

لا يزال الفساد موجودًا في مونتريال، ونُلقي القبض على بعض الأشخاص من حين لآخر. بعضهم يُسجن. لكن الطريقة الوحيدة للتغلب عليه حقًا هي التوقف عن الاعتماد على القطاع الخاص، حيث يُمكن إساءة استخدام المال. إذا تم ذلك داخليًا، في القطاع العام، فلن يكون هناك تبادل للأموال، ولن تكون هناك عقود لاستغلالها.

ما هي التحديات التي تواجهونها لتحقيق جميع أهدافكم؟

حسنًا، من الواضح أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في مونتريال. وأنا أقود حزبًا جديدًا، لكنني أعتقد أن الناس يريدون رؤية حزب جديد. لقد سئموا من الحزبين القديمين اللذين ظلا قائمين لفترة طويلة.

إنهم يبحثون عن شيء جديد ومنعش. لذلك من الصعب عليّ ترسيخ نفسي لأنني جديد وعليّ إثبات نفسي. لكن حتى الآن، تسير الأمور على ما يرام. ألتقي بالكثير من الناس، وأحصل على الكثير من التغطية الإعلامية.

بالنسبة لنا، نتقدم ببطء ولكن بثبات نحو وضع يمكننا من خلاله الفوز في هذه الانتخابات. أنا أؤمن بفرصنا. تحدينا الرئيسي هو أن نصبح معروفين. لكنني سأكون في المناظرات. سأكون على قناة TVA، وسأكون في جريدة Gazette، وسأكون في جميع الصحف. ستكون لديّ فرصة لإقناع سكان مونتريال بالتصويت لنا.

هناك أصوات كثيرة وعالية في مونتريال تنادي بقمع المظاهرات الداعمة لإنهاء الحرب على غزة. ما موقفك من هذا؟

لقد اتخذتُ مواقف عديدة في شأن الحرب على غزة. مع استمرار الإبادة الجماعية هناك، نعتقد أن المدينة قادرة على تقديم المزيد للمساعدة. أحد الأمور التي اقترحناها هو سحب الاستثمارات من دولة إسرائيل كوسيلة للضغط لإنهاء الإبادة الجماعية. هذه هي المرة الأولى التي يُصرح فيها أحدٌ في مدينة مونتريال بهذا. لقد تحدثتُ عن هذا الأمر الأسبوع الماضي، ووضحتُ موقفي بوضوح: يجب على المدينة اتخاذ موقف دولي لإنقاذ الأرواح وإنهاء الحرب.

من المهم الدفاع عن حقوق الإنسان، والدفاع عن الناس، ومحاربة الإبادة الجماعية وقتل المدنيين الأبرياء. بالنسبة لي، الأمر واضحٌ جدًا. حتى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وقّعتُ رسالةً ضد الحرب. كانت هذه أول رسالةٍ يندد فيها السياسيون بالإبادة الجماعية في غزة. لقد كنتُ حاضرًا منذ البداية بشأن هذه القضية، وهذا مهمٌ بالنسبة لي.

ستُظهر بلدية مونتريال تضامنها بمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها - حتى يتحقق سلامٌ عمليٌّ للجميع، وفلسطينٌ حرة، وحتى يتوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.

منع المظاهرات لوقف الحرب سيكون منافيًا للديمقراطية. أدعم حق الناس في التظاهر في الشوارع للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية ووقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل. نريد وقف الاستثمار في إسرائيل، نريد مقاطعة لإسرائيل من بلدية مونتريال. وبميزانية تبلغ حوالي 7 مليارات دولار سنويًا، إذا استطعنا وقف الاستثمار في الشركات التي تدعم إسرائيل، فسيكون لنا تأثير. لن نوقف الإبادة الجماعية بمفردنا، لكن التضامن الدولي هو السبيل الوحيد لإيقافها.

مؤخرًا، انتقدتك فاليري بلانت علنًا، وتستحضر أحداثًا من الماضي، وتحاول جاهدةً تقويض ترشيحك. ما ردك على هجماتها؟

أجدها سياسة قذرة. كان هناك ادّعاء، وشاركتُ فيه بشكل كامل، وثبتت براءتي مرتين. نظر شخصان مختلفان في الأمر، وتوصلا إلى نفس النتيجة. أنا شخص طيب، ولطالما كنتُ كذلك. لهذا السبب يدعمني الناس.

من المؤسف في السياسة أن يحاول الناس إيذاء الآخرين للفوز. إنه لأمر محزن للغاية. كل ما تفعله هو تثبيط الناس عن دخول المعترك السياسي. لكن هذا ليس المهم. نحن بحاجة إلى أشخاص في السياسة للتقدم. لا يمكننا إخافتهم. أعتقد أن ما فعلته كان غير صحي حقًا.

ما هي رسالتك للناخبين اليوم؟

حان الوقت لشيء جديد. حان الوقت لحزب جديد بأفكار جديدة. حان الوقت لمحاربة الفساد من خلال مشروعنا "Infra-Montreal". حان الوقت للإصلاح الديمقراطي بما يضمن احترام أصوات الناس. وحان الوقت لفرض ضرائب على الأثرياء واستخدام هذه الأموال لمكافحة التشرد وتمويل الإسكان.

*الصور من حساب كريغ سوفيه (انستغرام)