أُعلن اليوم عن صفقة مصرفية كبرى في كيبيك تقضي باستحواذ بنك فيرستون الكندي (Fairstone Bank of Canada) على بنك لورنسيان (Banque Laurentienne)، في عملية نقدية بالكامل تبلغ قيمتها 1.9 مليار دولار كندي، لتنهي بذلك مؤسسة مصرفية تأسّست في مونتريال قبل أكثر من 175 عامًا فصلًا جديدًا من تاريخها ضمن خريطة مصرفية متحوّلة في كندا.
وبحسب تفاصيل الصفقة، فإن السعر المعروض يمثّل علاوة تقارب 20% مقارنة بسعر سهم لورنسيان عند إغلاق تداولات الأول من ديسمبر، ما يعكس محاولة فيرستون تأمين موافقة المساهمين بسرعة على الاتفاق.
خروج لورنسيان من الخدمات المصرفية للأفراد
الصفقة لا تعني تغيير الملكية فقط، بل تحوّلًا جذريًا في نموذج عمل لورنسيان. فبموجب الاتفاق، سينسحب لورنسيان كليًا من الخدمات المصرفية للأفراد وللشركات الصغيرة والمتوسطة، ليصبح بنكًا متخصصًا حصريًا في التمويل التجاري. وسيتركّز نشاطها ابتداءً من الآن على القروض العقارية التجارية، وتمويل المخزون والمعدات، إضافة إلى أنشطة أسواق رأس المال.
“الوطني” يستحوذ على عملاء الأفراد وSME
وبالتوازي مع استحواذ فيرستون، أُعلن عن صفقة ثانية مكمّلة يقضي بموجبها البنك الوطني الكندي (Banque Nationale) بشراء محافظ لورنسيان الخاصة بعملاء الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة والقروض المجمّعة. وسيحصل العملاء المنقولون على حق الوصول إلى شبكة فروع البنك الوطني وخدماته الرقمية ومجموعة أوسع من المنتجات المصرفية.
ومن المنتظر أن تُغلق فروع لورنسيان في كيبيك عند اكتمال الانتقال، على أن تستمر الخدمات اليومية للعملاء كالمعتاد حتى ذلك الموعد. أما الموظفون المتأثرون فلن يُنقلوا تلقائيًا إلى البنك الوطني، لكنهم سيتمكنون من التقدّم لوظائف داخل المؤسسة الجديدة.
المقرّ في مونتريال…
ورحّب “صندوق الإيداع والإيداع في كيبيك” (Caisse de dépôt et placement du Québec)، الذي يمتلك نحو 8% من أسهم لورنسيان، بالصفقة، خاصة بعد التزام فيرستون بنقل مقرّه الرئيسي من تورونتو إلى مونتريال. وفي الوقت نفسه، أكدت الأطراف أن بنك لورنسيان سيحافظ على اسمه ومقرّه في مونتريال وفريق إدارته الحالي، بما في ذلك الرئيس التنفيذي إريك بريفو، بهدف دمج القدرات التجارية للمؤسستين وتوسيع حضورهما في التمويل التجاري على مستوى كندا.
فيرستون يراهن على كيبيك
تُعد فيرستون أكبر مُقرض بديل في كندا، وترى في الصفقة فرصة لتسريع نموها، خصوصًا في كيبيك التي وصفتها بأنها “سوق استراتيجي”. وقال رئيسها التنفيذي سكوت وود إن كيبيك تمثل سوقًا محوريًا لتوسيع حضور فيرستون بالاستناد إلى خبرة لورنسيان في التمويل التجاري.
في المقابل، اعتبر بريفو أن الخطوة تنسجم مع المسار الذي أعلنته لورنسيان في خطتها الاستراتيجية لعام 2024 لتسريع تخصصها التجاري، بما يضع حدًا تدريجيًا لدورها التقليدي كـ“بنك تجزئة” في كيبيك.
بهذه الصفقة المزدوجة، يدخل لورنسيان مرحلة جديدة كبنك تمويل تجاري تحت ملكية فيرستون، فيما ينتقل عملاؤها من الأفراد وSME إلى البنك الوطني، في واحدة من أبرز عمليات إعادة رسم المشهد المصرفي في كيبيك خلال السنوات الأخيرة.
16 مشاهدة
02 ديسمبر, 2025
136 مشاهدة
01 ديسمبر, 2025
33 مشاهدة
01 ديسمبر, 2025