ينفق الكنديون أكثر من مليار دولار سنويا على المنتجات الغذائية الحلال. ويحاول عدد متزايد من شركات الوجبات السريعة العملاقة الاستفادة من هذا السوق من خلال تقديم عناصر يقولون إنها حلال في قوائم الطعام.
لكن تحقيقًا أجراه قسم Marketplace في موقع "سي بي سي" الاخباري وجد أن بعض هذه السلاسل لا تستطيع الإجابة على أسئلة أساسية حول المنتجات الحلال التي تبيعها، وأن الشهادة التي تقدمها كدليل لا يمكن الوثوق بها دائمًا.
وتشترط هيئة تفتيش الأغذية الكندية أن يكون أي منتج يحمل علامة حلال أو يُعلن عنه أو يُباع على أنه حلال حاصلاً على شهادة. ولكن المستهلكين، يقولون إن الحصول على معلومات واضحة عن العناصر الحلال في القائمة، وموردي المطعم، ليس بالأمر السهل.
ولرؤية مدى اطلاع بعض سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الرائدة في كندا على الأطعمة الحلال التي تبيعها، ذهب احد الصحفيين في Marketplace متخفياً إلى 10 مطاعم - KFC، وPopeyes، وOsmow's، وBoston Pizza، وMary Brown's - من خلال زيارة موقعين في منطقة تورنتو الكبرى لكل من السلاسل. 
وبحسب التقرير للقناة الاخبارية طرح الفريق، الذي شمل موظفًا مسلمًا يتبع نظامًا غذائيًا حلالًا، عددًا من الأسئلة التي قال المستهلكون المسلمون والخبراء في مجال شهادة الأغذية الحلال لـ Marketplace إنهم يحتاجون إلى الإجابة عليها قبل الشعور بالراحة في الجلوس لتناول الطعام. وأخبر الموظفون في ستة من المواقع العشرة التي زارها الفريق أن المطعم بأكمله حاصل على شهادة الحلال، بينما في الواقع لم يكن أي من المواقع العشرة التي زارها Marketplace حاصلًا على شهادة الحلال . 
وقال الشيخ عمر سوبيدار بعد أن عرض عليه Marketplace عددًا من مقاطع الكاميرا الخفية: "سأشعر بخيبة أمل كبيرة إذا كنت زبونًا في هذا المطعم واكتشفت أنني أتعرض للتضليل". ويدير سوبيدار هيئة مراقبة الحلال المعروفى باسم (HMA)، إحدى أكبر وكالات إصدار شهادات الحلال في كندا، ويقول إن نظام الشهادات غالبًا ما يُساء استخدامه، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الاتساق عندما يتعلق الأمر بمعايير شهادة الأغذية الحلال. 
وفي تلك الزيارات الست، أظهر موظفو الوجبات السريعة للفريق المتخفي شهادة حلال صادرة عن أحد موردي اللحوم، تثبت أن لحومهم حلال، لكن الموظف استخدم الوثيقة للإيحاء بأن المطعم بأكمله حاصل على الشهادة. 

وقد حدث هذا في موقعي ماري براون، وموقع واحد في أوسموز، وواحد في كنتاكي، وواحد في باباي وموقع في بوسطن بيتزا. وقال سوبيدار "من المؤسف للغاية أن هذا أمر سائد في هذا القطاع".
لا يمكن الحصول على شهادة مطعم كامل إلا إذا تم فحص كل المكونات المستخدمة في الموقع من قبل الجهة المانحة للشهادة واتباع المعايير اللازمة ليكون حلالًا، وفقًا لـسوبيدار وهيئات منح شهادات الحلال الأخرى. أيضًا، يجب ألا يتم تقديم منتجات لحم الخنزير أو الكحول في المبنى. 
وعندما سأل قسم Marketplace المطاعم عما إذا كانت اللحوم التي تباع على أنها حلال مذبوحة يدويا أو آليا، لم تتمكن أربعة من المطاعم العشرة من الإجابة أو أعطتهم معلومات خاطئة. 
في مطعمين من مطاعم كنتاكي ومطعم بيتزا بوسطن، لم يكن الموظفون على علم بطريقة الذبح في اليوم الذي زارهم فيه الفريق.
كما اطلع الفريق على ثماني شهادات حلال منتهية الصلاحية خلال الزيارات السرية. وقد عُثر على الوثائق القديمة في مطاعم ،Osmow's وBoston Pizza، وMary Brown's ، حيث كانت الشهادات منتهية الصلاحية منذ ثماني سنوات. 
في رسائل البريد الإلكتروني، أخبرت شركة Osmow’s قسم Marketplace في قناة سي بي سي أن جميع اللحوم التي تنتجها مذبوحة يدويًا وأنهم اشتروا منتجات حلال عالية الجودة. كما قالوا إنهم سيتواصلون مع الجهات التي تمنح شهادات الحلال لمعرفة المزيد عن هذه العملية. 
كما أرسل مطعم ماري براون بريدًا إلكترونيًا إلى Marketplace ليقول إنه سيواصل تثقيف الموظفين للتعرف على مكونات الحلال بثقة. وقال المطعم إنه ملتزم بالشفافية ويظل ملتزم بالشمول وتلبية الاحتياجات المتنوعة لجميع الكنديين. 
أمّا شركة بوسطن بيتزا فقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المواقع التي تقدم الأطعمة الحلال ملزمة بإكمال التدريب عبر الإنترنت . وأضافت أن شهادات الحلال يتم تحديثها بانتظام ويمكن الوصول إليها من المواقع التي تختار تقديم عناصر قائمة حلال. ولم تستجب شركتا كنتاكي وبوبايز لطلبات التعليق التي طلبها Marketplace . 

*صورة المادة الخبرية من موقع freepikلأغراض توضيحية.