Sadaonline

"صدى أونلاين" يرصد تحرك المؤسسات في كندا لمساعدة النازحين في لبنان

واقع معاناة النازحين في لبنان دفع عددا كبيرا من المنظمات الإنسانية في كندا الى دق ناقوس الخطر

 

صدى اونلاين ـ مونتريال

يشكّل الاغتراب اللبناني رافعًا أساسيًا للبلاد، لاسيما أنّه ديموغرافيا يتفوّق عددًا على من وُلِدَ وترعرع في كنفِ بلد الأرز المقاوم . ولأنّ ميزة المغترب اللبناني هي إخلاصه لعائلته ومجتمعه فهو يضعهم نصب أعينه، يرافقهم في السراء والضراء يتابع شؤونهم وشجوونهم، ويدعم بلاده عند كل منعطف، وما أكثر هذه المنعطفات. 
حيث يعاني لبنان اليوم إنسانياً بفعل الحرب الاسرائيلية المستعرة عليه والاعتداءات المتواصلة التي تطال المدنيين وأسفرت عن استشهاد أكثر من ألفين وخمسمئة وجرح أكثر من ثلاثة عشر ألف مواطن نسبة كبيرة منهم من النساء والاطفال، ناهيك عن نزوح حوالي مليونين مواطن الأمر الذي سبب أزمة إنسانية كبيرة حيث تكافح العائلات في ظل البرد القارس لإيجاد مأوى لها ولأطفالها.
هذا الواقع دفع عدد كبير من المنظمات الإنسانية في كندا الى دق ناقوس الخطر، فعمدت إلى تنظيم حملات لجمع التبرعات العينية أو المادية وايصالها إلى أهلنا النازحين في لبنان. موقع صدى اونلاين تحدث إلى المجمع الإسلامي في مونتريال ومركز الجالية اللبنانية في لافال وإلى المجموعة القائمة على حملة "أغيثوا لبنان" في مونتريال. هذه الجهات هي جزء من مؤسسات وجمعيات كثيرة تتلاقى على الهدف نفسه، ألا وهو مؤازرة أهلهم وعائلاتهم في لبنان وبذل ما يمكنهم في سبيل ذلك.

كما تواصلنا مع مؤسسات اخرى تقوم بمساعدة اللبنانيين ونحن بانتظار الاجابات التي سننشرها حين وصولها الينا .

 مؤسسات وأفراد... اجتمعوا على حب الوطن: 

قد تختلف ربما أهداف المؤسسات التي تواصلنا معها، إلا أن طرقاتهم تتقاطع دائمًا على مساندة لبنان، فالمجمّع الإسلامي في مونتريال والذي هو مؤسسة إسلامية توفر الخدمات الثقافية والدينية والاجتماعية لبناء جاليةٍ إسلاميةٍ قوية ومقتدرة، وتنشئة أجيال تحمل القيم الإسلامية المنبثقة من فكر ونهج أهل البيت (ع)، يعي تماماً أن تضميد جروح النازحين بفعل العدوان الإسرائيلي يأتي في صلب هذه القيم، تماماً كالـ CCLLaval وهو مركز الجالية اللبنانية في لافال والذي يُعنى بشؤون الجالية في مونتريال ولافال على الصعد كافة. ويسعى إلى المساهمة في الحفاظ على الهوية اللبنانية وربط أواصر المغتربين من خلال برامج ونشاطات متنوعة. واللافت أن التحركات لم تقتصر فقط على هذه المؤسسات فرصدنا  فعل المساعدة والإغاثة بمجهود فردي من خلال أحد الإخوان الذي قرر أن يرسل حاوية على حسابه الشخصي، وسرعان ما لاقت هذه الفكرة الاستحسان والمؤازرة. 


هل تختلف المساعدات باختلاف المجموعات المتطوعة وما طبيعتها؟

بالنسبة لمركز الجالية اللبنانية في لافال فإنّ المساعدات التي يتم جمعها إمّا ماديّة أو عينيّة، لا سيّما تلك التي تصنّف ضمن أساسيّات الحياة التي يصعب تأمينها في ظل الظروف القائمة في لبنان. فالمجم 51ع الإسلامي في مونتريال حتى الساعة يسعى للعمل على جمع التبرعات المالية بحيث يمكن صرفها وفق تقييم ميداني للاحتياجات سواءً أكانت غدائية أو ملابس، أو أدوية أو غيرها. أمّا فيما بتعلّق بالجهود الفردية فتشير الناشطة الاجتماعية منتهى مروة إلى جمعهم للبطانيات لأنّنا مقبلون على فصل الشتاء، وجمع أحذية وملابس مستعملة جديدة أو شبه جديدة لجميع الأعمار، بالإضافة إلى الصابون والشامبو  والمعلبات غذائية وحليب الأطفال وعيون الغاز غير الأوتوماتيكية وحفاضات للأطفال ناهيك عن جمعهم أيضًا للمساعدات المادية.

التضامن مع الشعب اللبناني يتعدى أبناء الجالية إلى الجاليات العربية والإسلامية والكنديين

تحدثنا دينا رمال من المجمّع الإسلامي عن أهل الخير الكثر، والذين ينتمون إلى جاليات عربية وإسلامية، وتشير إلى أن التبرعات ليست محصورة بالجالية اللبنانية، وأنهم في المجمّع سيعملون على توسيع دائرة التبرعات عبر توزيع منشورات لإيصال القضية الى أوسع شريحة من المجتمع الكندي وشرح كيفية التبرع. كذلك يشير حسن ضامن من مركز الجالية اللبنانية في لافال إلى أنّ التبرعات لا تقتصر على أبناء الجالية، فباب التبرّع مفتوح لكل أهل الخير لمد يد العون لإخوتهم اللبنانيين. أمّا بالنسبة للمجموعة التي تنضم إليها الناشطة مروة فتقول إنّها حين قامت مع عدد من الأخوات بتعميم الخبر بدءًا من الأهل والأصدقاء والجيران وحتى زملاء العمل سرعان ما لاقت المبادرة إقبالًا كبيرًا من عوائل الجالية اللبنانية أولًا ثم الجاليات العربية ثم باقي الجاليات الأخرى حتى من الكنديين أنفسهم.

حجم المساعدات هل يرقى إلى حجم المعاناة

تجمع الجهات الثلاثة على أن التفاعل جيّد مع حملات التبرع، فالمجمع الإسلامي يكشف عن تلقيه العديد من الأسئلة حول كيفية تقديم العون والمساعدات سواء المالية أو العينية. ويلفت إلى أنّ معظم الناس يدركون حجم الكارثة الإنسانية ويشعرون بالمسؤولية الكبيرة لتقديم ما أمكن والوقوف إلى جانب الأهل والنازحين في لبنان. الأمر نفسه ينطبق على مركز الجالية اللبنانية في لافال ومونتريال، الذي قال إنه لمس منذ اليوم الأول لإطلاق حملة المساعدات تفاعلاً واسعاً من الناس، لا بل شهد تسابقاً إلى الدَّعم عبر مختلف الأشكال وبشتى الوسائل.


كيفية توزيع المساعدات

من مركز إلى آخر تختلف الاستراتيجيات، فبينما يعمل المجمّع الإسلامي في مونتريال على تقييم الاحتياجات الميدانية لتحديد الأولويات في صرف المال وشراء الاحتياجات الضرورية وتوزيعها على العائلات الأكثر حاجةً في المناطق المتعددة، يشير مركز الجالية اللبنانية في لافال إلى أنّه وبعد شحن التبرعات من كندا، تستلم البضائع جمعيّات مختصة بتوزيع المساعدات، حيث تملك الكادر البشري الكافي، والخبرات اللازمة للتعامل مع هذه الأمور، منوّهاً إلى أن الأشخاص القائمين على استلام المساعدات في لبنان هم أهل للثّقة، ما يجعل المركز مطمئن وواثق في أن الأمانة تؤدى بالشكل المطلوب. 
وحول عمل المجموعة المستقلة تقول الناشطة مروة أنه وبعد التواصل مع بعض الجمعيات الخيرية علموا أن هناك تنسيقا وثيقا بين الجمعيات على مستوى المناطق وعلى مستوى اللوائح المخصصة لكل منطقة، حيث لكلّ جمعية خيرية منطقتها الخاصة تهتم بالنازحين الموكلين إليها، إمّا في المدارس أو في مراكز الايواء وكل ما يزيد عن حاجاتهم توزع على المناطق القريبة منهم حتى يستفيد العدد الأكبر من النازحين.


تقديم المساعدات هل تتوافق وتراعي القوانين الكندية خاصة المادية منها؟ 
مراعاة القوانين الكندية كان من أولويات المؤسسات التي عملت على جمع المساعدات إلى اللبنانيين، حرصاً منها على أداء مهمتها بالشكل الأمثل، فخصصت المجموعة المستقلة للمتبرعين ماديًا رابطاً يمكّن الخيّرين فور التبرع من الحصول على إيصال. كذلك الأمر بالنسبة للمجمّع الإسلامي الذي يجمع التبرعات عبر جمعية The Eternal Companion (ETC) ، وهي جمعية كندية خيرية مرخصة ولديها وكيل معتمد في لبنان، فعند التبرع عبر رابط جمعية ETC يتم إرسال إيصال للمتبرع عبر البريد الإلكتروني، لتقديمه واسترجاع الضريبة. من جهته مركز الجالية اللبنانية في لافال يحصر التبرع المادي في صندوق مخصص داخل مبنى المركز.

العوائق لا تحول دون فعل الخير

لا يرى المجمّع الإسلامي في مونتريال أي عوائق، فقط كان يسعى أن يكون هناك طرق أخرى للتبرع المالي، لمن قد يصعب عليه التبرع الالكتروني. لذلك أضاف بدوره خيارات أخرى منها التبرع داخل المجمع، الأمر نفسه ينطبق على المركز في لافال الذي يبدي رغبته في مساعدة أهلنا بأكبر قدر ممكن  الأمر الذي دفعه إلى حثّ الناس على زيادة المساعدات أكثر. بالنسبة للنشطاء الاجتماعيين المستقلين فقد ذكروا عائقين الأول هو حاجتهم إلى المساعدة في توضيب الأغراض ووضعها في صناديق مرتبة، في ظل وجود نقص في اليد العاملة، لاسيما أن المتبرعين في أغلب الأوقات يقدّمون التبرعات في أكياس بلاستيكية صغيرة وغير ملائمة للشحن، وبالتالي هذا العمل يتطلب مجهود ووقت وهذا ليس متوفر كما يجب، أما العائق الثاني فهو تكلفة الشحن المرتفعة التي تحتاج إلى دعم من قبل الخيّرين، ووفق المجموعة فقد نجحوا حتى الساعة بإرسال 4 حاويات مليئة بالتبرعات إلى لبنان وهناك المزيد.

 

بوصلة التبرع

مجموعة الناشطين المستقلين القائمين على حملة "أغيثوا لبنان" وضعت الرابط التالي lebanonemergencyfond لمن يريد أن يقدّم تبرعات مادية، وللتبرعات العينية التواصل عبر الواتسأب على الرقم التالي:5147818663 
أمّا المجمع الإسلامي في مونتريال فقد خصّص التبرع عبر رابط جمعية ETC  أو Etransfer: [email protected]

كما يستقبل المجمع الإسلامي التبرعات المالية نقداً,  cheque أو Interac، أو عبر ماكينة TipTap أو صناديق الصدقة.
للاستفسار يمكن التواصل على الرقم التالي:5146770492

بالنسبة لمركز الجالية اللبنانية في لافال فمن يريد التبرع الإتصال على 4508992255.

الكلمات الدالة