يروي أحد الناجين المصابين في الانهيار الصخري المميت الذي وقع الخميس الماضي في منتزه بانف الوطني ذكريات صديقه حمزة بنهلال، الذي توفي في الحادث، واصفًا إياه بأنه شخص طيب وكريم وكان دائمًا حاضرًا وقت الحاجة.

وذكرت صحيفة كالغري هيرالد في تقرير لها ان خالد الجمل (28 عامًا) كان واحدًا من متسلقَين تم نقلهم جوًا بواسطة طائرة إسعاف STARS إلى مركز فوثيلز الطبي في كالجاري بعد إصابته بكسر في الحوض وكتفه، إلى جانب جروح وإصابات أخرى. وقال إنه وبنهلال، اللذين كانا يزوران المنطقة من فانكوفر، كانا يلتقطان صورًا لشلالات بو غلاسيير قبل وقوع الكارثة مباشرة.

أسفر الانهيار الصخري عن وفاة بنهلال (33 عامًا)، وكذلك احدى سكان كالغري جوتا هينريكس (70 عامًا). وتم العثور على جثمان بنهلال صباح الجمعة بواسطة فريق للبحث والإنقاذ. كما أصيب أو تم إجلاء 13 متنزهًا آخر، بينهم الجمل الذي ما يزال في المستشفى.

ورغم أن هيئة Parks Canada لم تكشف عن هوية بنهلال رسميًا، أكدت الوكالة صباح الإثنين أن المتوفى الثاني هو مواطن يبلغ من العمر 33 عامًا من ساري في بريتيش كولومبيا.

إلى جانب الكسرين، قال الجمل إنه أصيب بجروح وكدمات متعددة في ظهره وساقيه، وتلقى غرزًا في جبهته.

وأوضح أن كليهما هاجر إلى كندا عام 2022، وكانا يدرسان معًا للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال. الجمل أصله من مصر، بينما بنهلال من المغرب. ويعمل الجمل مستشارًا ماليًا، أما بنهلال فكان مهندس شبكات. وكانا يعيشان سويًا في ساري.

بحسب الجمل، كان بنهلال مستمعًا جيدًا وناضجًا بشكل لافت. وأضاف أن صديقه كان واسع الاطلاع ومحترمًا بين أقرانه، وكان يحب لعب التنس ويشجع اللاعبين الجدد على تعلمه.

"كان الناس دائمًا يلجؤون إليه عندما يواجهون مشاكل"، قال الجمل. "كان مستمعًا رائعًا، يتحدث بعقلانية، ولا يرد طلبًا لمن يعرفه. لم يحدث أبدًا أن طلبت منه شيئًا ولم أجده إلى جانبي."

وبينما كانا يخططان لرحلة إلى ألبرتا، قال الجمل إنهما كانا يعتزمان زيارة بانف وبعض البحيرات الخلابة في وادي بو، بما في ذلك بحيرتا لويز ومورين.

وبناء على توصية من شخص التقيا به في الفندق، قررا يوم الخميس زيارة بحيرة بو وشلالات بو غلاسيير، وهي وجهة مشهورة بالتنزه على بُعد نحو 40 كيلومترًا شمال بحيرة لويز.

وقع الانهيار الصخري حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، بينما كانا يلتقطان الصور للشلال.

رغم أنه فقد وعيه عدة مرات أثناء الانهيار، قال الجمل إنه "يتذكر تقريبًا كل شيء". كانا قد صعدا إلى موقع أعلى على الجرف للحصول على زاوية تصوير أفضل. ويعتقد أنهما كانا في أعلى نقطة عندما سمعا صوت تشقق عالٍ، قبل أن تبدأ الصخور الكبيرة بالتساقط نحوهما.

وقال الجمل "تجمدت من الخوف ولم أتمكن من الحركة لثانيتين". واضاف "صديقي، الشيء الوحيد الذي أتذكره أنه قال لي: اركض، اركض، اركض."

"(كان) على يساري قليلاً حين استدرنا للهرب. وبعد لحظات، بدأت الصخور تصيب ساقي فسقطت أرضًا. حاولت الانكماش وأعطيت ظهري للصخور وأنا أُغطي رأسي."

آخر ما رآه قبل أن يفقد الوعي هو بنهلال يركض هابطًا الجبل أمامه.

"هذا كان آخر مشهد لي معه — لم أره بعدها أبدًا،" قال. "الصخور واصلت السقوط على ظهري واحدة تلو الأخرى."

عندما استعاد وعيه، أدرك أن ظهره ورأسه ويديه تنزف. كان يعلم أنه لا بد أن ينزل عن الجبل حتى يتمكن أحد من إنقاذه.

"كانت هناك سحابة غبار ولم أستطع رؤية شيء،" قال. "كانت الصخور زلقة بسبب الشلال، فبدأت أنزلق نزولًا حتى وصلت إلى الأرض."

بعد النزول، بدأ يصرخ طلبًا للنجدة حتى جاء مسعف وأمسك به وأوصله إلى إحدى طائرات STARS.

ورغم أنه لا يزال في مستشفى كالجاري حتى الإثنين، قال إن حالته تتحسن تدريجيًا، وأبلغه الأطباء أنه سيحتاج من ستة إلى ثمانية أسابيع للتعافي، من دون جراحة.

"الممرضات هنا يعتنين بي جيدًا بالأدوية والرعاية،" قال لـبوستميديا. "أنا أتحسن يومًا بعد يوم، وبدأت أتمكن من الوقوف والذهاب إلى الحمام."

ومن خلال حديثه للإعلام، قال الجمل إنه أراد تكريم ذكرى بنهلال، إذ تواجه عائلته الآن عبء تكاليف الجنازة وإعادة جثمانه إلى المغرب — وهي عملية تبلغ تكلفتها نحو 13 ألف دولار.

وأضاف أن شقيق بنهلال سيأتي إلى كندا هذا الأسبوع لاستعادة الجثمان وإنهاء الإجراءات.

وتم إنشاء صفحة GoFundMe لدعم عائلة بنهلال، جمعت حتى بعد ظهر الأربعاء نحو 1200 دولار.

كما أشار الجمل إلى أنه يشعر بأن الناجين الآخرين بحاجة إلى دعم نفسي لمعالجة ما حدث، لكنه قال إنهم لم يتلقوا هذه المساعدة بعد.

"مجرد الحديث عما جرى يساعدني في... إخبار الناس هذه هي الحقيقة"، ختم حديثه.

* تم ترجمة الخبر نقلا عن صحيفة calgaryherald