غسان عجروش - مونتريال
  
موسى الصدر 
الحاضر الغائب
الغائب الحاضر
يا سليل الأولياء   
يا ربيع الروح وشتاء العمر
طال الغياب وطال وطال وطال ..  
صوتك سيدي المبلول بالرحيل
أنهك كل النبوءات وكذب كل العرافات وفاق كل الانتظارات 
شقشقات الصبح
ما يئست تترك في الحلم كفوفها تلوح لك:  أن عد 
أشبالك اصبحوا رجالا ينشدون  
لحنهم القديم الجديد
 أنت المد الطويل
والجزر الطويل
وحكايا البحر حين يفوح اسمك
ثورات تنهر ثورات
47 عاما يندلق الحنين 
وحكمة تجعلنا نربي الأحلام عاما بعد عام نقلّبها على لهيب الساعة الواقفة في 31 إب 1978 
لغزك في سر الحياة والموت 
لغزك في دهليز لا يعرف الضوء 
 لغزك في كرم ضيافة العرب 
ومنتظروك 
صدريون تتهجد أصواتهم في جوف المغاور وفي ثروة الانفاق
يدوزنون نغم  بنادقهم 
على وقع  شهادة الموت 
نخبرك سيدي حيث أنت 
أن اليأس ما نال منا بعد 
تعلمنا  نخط الصبر على مهل
في الليل نلملم شهد خطاه
وقبل الفجر نحصد نبض نداه 
وفي النهار نقيم على خصرالجنوب عرسا للقمح وعرسا للتبغ و أعراسا للشهداء... نمد جبالنا وسهولنا  موائد عزاء
عمامات سوداء مخضبة بالدماء .. نصر الله وصفي الدين من رحم مدرستك حملوا رسالتك :" أن عيشنا دون القدس موت وذل ".
 وأنت  مخضب بالتغييب  
عفوك سيدي الامام الحسين ... إن كانت العزة والكرامة لا تستقم الا بقتلنا فيا سيوف خذينا ..
دمنا يتساقط من المآذن، يختلط الأذان بالنواح  
تنحني الشوارع كأمهات  
يلتقطن بقايا صغارهن من تحت الحجارة  
زهرات الجنوب نزفت أكثر مما أزهرت  هذا العام 
 وغيابك يظل جرح على خاصرة الوطن ، ينزف منذ ألف غياب
  أمهات الجنوب علّقن على صدورهن  صور أبنائهن… أوسمة لا تنطفئ  
على الأرصفة، يتجمّع الأطفال  
يلعبون بالرصاص الفارغ  
يبنون منه قلاعًا  
ثم ينهدم الحلم مع أول غارة غادرة 
في نشرات الجنوب والبقاع والضاحية : 
 اليوم مسيرات معادية وأسلحة فتاكة ذكية وغبية  
وأمطار غزيرة… من الدم   الشهداء  
يقفون في طوابير الانتظار  
ليحصلوا على دور  
في نشرات الأخبار المسائية
التي تنعى كل خبر عاجل شبلا آخر  من أشبال موسى الصدر .