Sadaonline

"في حادث غير ارهابي" ... مقتل عدد من الأشخاص بعد اقتحام سيارة لمهرجان شعبي في فانكوفر

مهرجان "لابو لابو داي" يحمل اسم مقاتل من السكان الأصليين في الفلبين قاوم الاستعمار الإسباني في القرن السادس عشر

قُتل عدة أشخاص وأصيب آخرون بجروح بعدما صدم سائق سيارة دفع رباعي سوداء حشودًا خلال مهرجان شعبي مساء السبت، وفق ما أعلنت شرطة فانكوفر.

وقع الحادث بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل بالقرب من تقاطع شارع إيست 41 وشارع فريزر، حيث كان يُقام مهرجان "لابو لابو داي بلوك بارتي".
وأكدت الشرطة أن رجلاً من فانكوفر في الثلاثينيات من عمره أصبح الآن قيد الاحتجاز.

وأفادت هيئة الصحة الساحلية في فانكوفر لوكالة الصحافة الكندية بأنها أعلنت حالة "كود برتقالي"، وهو ما يشير إلى وقوع حدث جماعي ذي إصابات كثيرة، لكنها لم تتمكن من تأكيد عدد القتلى أو المصابين حتى وقت متأخر من مساء السبت.

وكانت مقاطع مصورة انتشرت في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي قد أظهرت طواقم الطوارئ في موقع الحادث، وعدة أشخاص ممددين على الأرض، بعضهم بدت عليهم علامات الإصابة.

وفي مؤتمر صحفي منتصف الليل، صرّح قائد شرطة فانكوفر المؤقت ستيف راي بأن بعض الحاضرين تمكنوا من توقيف المشتبه به قبل وصول الشرطة، مشيرًا إلى أن الرجل معروف للشرطة "في بعض الظروف". 

وأضاف راي أن الحدث قد خضع مسبقًا لتقييم أمني وتم اتخاذ تدابير، منها استخدام شاحنات نفايات لإغلاق الشوارع أمام حركة المرور.

التحقيق جارٍ وتقوده وحدة الجرائم الكبرى في شرطة فانكوفر. ولاحقا قالت الشرطة على منصة "إكس": "نثق أن واقعة الدهس لم تكن عملا إرهابيا".

مهرجان "لابو لابو داي"

مهرجان "لابو لابو داي" يحمل اسم مقاتل من السكان الأصليين في الفلبين قاوم الاستعمار الإسباني في القرن السادس عشر. وكان الاحتفال هذا العام هو النسخة الثانية للمهرجان في فانكوفر، وقد وصفه المنظمون بأنه فرصة للاحتفاء "بالقيم الفلبينية، خاصة روح التعاون المجتمعي المعروفة باسم 'بايانيهان'."

"كان الأمر أشبه بساحة حرب"

قال الصحفي كريس بانغيلينان، القادم من تورونتو لحضور المهرجان، إنه كان يوماً جميلاً مليئًا بالعروض المبهجة، قبل أن يتحول إلى مشهد مروع.

وأوضح بانغيلينان في حديث لقناة سي بي سي الاخبارية وأضاف أن بعض السيارات كانت تمر عبر الحشود تحت الإرشاد، ولكن فجأة تسارعت سيارة واحدة وصدمت أحد الأشخاص. وقال: "أدركنا حينها ما يحدث وبدأ الجميع بالصراخ. ضغط السائق على دواسة البنزين بقوة واندفع نحو مئات الأشخاص، كأنك ترى كرة بولينغ تضرب كل القطع دفعة واحدة."

ووصف المشهد قائلاً: "كان الأمر صادماً للغاية... كانت هناك أجساد ملقاة في كل مكان، رأيت عددًا لا يُحصى من المصابين."

المنظمون: الدعم متوفر ولا نشجع على مشاهدة ومشاركة مقاطع الفيديو المتداولة حاليًا عن هذه المأساة

في بيان عبر فيسبك، قالت منظمة "فلبينو بي سي" إنها "مفجوعة" بهذه المأساة، وحثّت المتضررين على طلب المساعدة النفسية المتوفرة على مدار الساعة.

وجاء في البيان صادر عن الجالية الفلبينية في بريتش كولومبيا " ما زلنا نبحث عن الكلمات للتعبير عن الألم العميق الذي سببته هذه المأساة العبثية. نشعر بالحزن العميق تجاه عائلات الضحايا وضحاياها.
"نشجع الجميع على الاطمئنان على بعضهم البعض ودعم بعضهم البعض. لا تترددوا في الاستفادة من الموارد المتاحة. لستم وحدكم". وتم الاعلان عن " خدمات الضحايا متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لمن شهدوا أو تعرضوا لصدمة نفسية".

واكد البيان اننا " لن نستقبل أي طلبات إعلامية، فنحن نركز على دعم مجتمعنا في الوقت الحالي، بالإضافة إلى مواجهة هذه الصدمة. كما نود أن نوضح أننا لا نشجع على مشاهدة ومشاركة مقاطع الفيديو المتداولة حاليًا عن هذه المأساة.
في الأيام القادمة، سنشارك المزيد من الموارد. وسوف يتم توفير المزيد من التفاصيل من قبل إدارة شرطة فانكوفر مع تقدم التحقيق.

ردود فعل سياسية

وجّه زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ تعازيه إلى الضحايا وأسرهم والمجتمع الفلبيني في فانكوفر.
كما أعرب زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني عن "حزنه الشديد"، وزعيم حزب المحافظين بيير بوالييفر أعرب عن تضامنه مع المجتمع الفلبيني والضحايا.

وقد شكر الجميع رجال الإسعاف والأمن على تدخلهم السريع.

رئيس وزراء بريتيش كولومبيا ديفيد إيبي كتب قائلاً إنه "مكسور القلب" لسماع أخبار الضحايا والمصابين، في حين قال رئيس بلدية فانكوفر كين سيم إنه "مصعوق وحزين للغاية" بسبب هذا "الحادث المروع".