دارين حوماني ـ مونتريال
تحت عنوان "وقف إطلاق النار اليوم، التحرير غدًا" أطلقت "حركة الشباب الفلسطيني PYM"دعوة للتظاهر يوم أمس الخميس 16 كانون الثاني/ يناير أمام القنصلية الأميركية، كما أعلنت منظمة "مونتريال من أجل فلسطين" Montreal 4 Palestine وتحت عنوان "أرضنا هي حقنا حتى التحرير الكامل سنقاوم" عن تظاهرة يوم الأحد 19 كانون الثاني/ يناير أمام مجمع الفنون Place Des Arts وسط مونتريال.
وتأتي هذه الدعوات رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار يوم الأحد والبدء بتنفيذ صفقة التبادل. وهو ما يتوافق مع دعوات في مختلف المدن الكندية عن مواصلة التظاهر، فقد صرّح الناشط اليهودي جير تسابار في تورونتو، وهو متحدث باسم تحالف "اليهود يقولون لا للإبادة الجماعية"، لقناتي CBC و CTV أن مجموعته ستواصل المظاهرات حتى "تتحرر فلسطين".
وقال تسابار: "لقد مرت 467 يومًا من الرعب، 467 يومًا من تمزيق الأطفال، وذبح الصحفيين، والهجوم على المستشفيات. والآباء يبحثون عن أطفالهم تحت الأنقاض، والأطفال يتامى، وشعب بأكمله يتضور جوعًا. لذا فإنني أعتقد أن اليوم، على افتراض أن ذلك سيتحقق، يتعلق بشعب غزة. هذا هو الشيء الوحيد الذي يتعلق به وقف إطلاق النار. لا شيء آخر يتغير على الإطلاق بالنسبة لبقية الناس الذين يتعين عليهم الآن مواصلة محاربة الصهيونية حتى تفكيكها، والنضال من أجل فلسطين الحرة. لا توقف، ولا استراحة، ولا راحة حتى يتم تحرير كل شبر من فلسطين".
تظاهرة "حركة الشباب الفلسطيني PYM": اليوم يمثل انتصارًا لكل الشعوب المستعمرة في مختلف أنحاء العالم
أمام القنصلية الأميركية وسط مونتريال تجمّع مئات المتظاهرين بدعوة من SPHR يوم أمس رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات الحرية لفلسطين وسارت المسيرة حتى القنصلية الإسرائيلية. وألقى عدد من الناشطين كلمات تؤكد على انتصار شعب غزة على المخططات الصهيوينة، وكانت كلمة المنظمة للناشطة سارة الشامي، فقالت:
"اليوم يمثل انتصارًا للمليوني فلسطيني في قطاع غزة الذين سيعودون إلى ديارهم، وللستة ملايين فلسطيني في الشتات الذين ينتظرون هذا اليوم منذ 15 شهرًا، اليوم يمثل انتصارًا لكل الشعوب المستعمرة في مختلف أنحاء العالم. قالت إسرائيل إنها ستهزم المقاومة، وقالت إنها ستنفذ خطة الجنرال، وقالت إنها لن تترك ممر نتساريم أو فيلادلفيا، وقالت إنها ستقسم غزة إلى قسمين. أيها الرفاق، لم تحقق إسرائيل أيًا من هذه الأهداف. واليوم نرى المقاومة حية وبصحة جيدة، ونرى أهل غزة يخرجون من بين الأنقاض حاملين علامات النصر، ونرى الناس يعودون إلى منازلهم في الشمال".
وأضافت: "لقد علّم شعب غزة المحاصر منذ 17 عامًا، تحت أقسى حصار بري وجوي وبحري في العالم، العالم أجمع ما يعنيه أن يكون لديك شيء تقاتل من أجله".
وأشارت الشامي إلى أن الاحتلال الفاشي الإجرامي حاول بكل الطرق تدمير الشعب الفلسطيني. وارتكبوا التطهير العرقي في عام 1948، وحاولوا تصفية القضية الفلسطينية في عام 1992 من خلال أوسلو، وحولوا الشعب الفلسطيني إلى لاجئين، ووسعوا أراضيهم الاستعمارية في المنطقة، وألقوا ستة أضعاف عدد القنابل التي ألقيت على هيروشيما. كل هذا، ومع ذلك يخرج الشعب الفلسطيني منتصرًا.
وأكدت الشامي أن التاريخ سوف يسجل المقاومة الفلسطينية باعتبارها القوة الأكثر استثنائية وأسطورية التي واجهتها الإمبراطورية على الإطلاق، "إن الشعب الفلسطيني هو شعب يواجه قوة نووية بالمقاليع وينتصر. شعب يواجه الدبابات بالحجارة وينتصر. شعب يقاتل منذ 100 عام وهو مستعد للقتال لمدة مائة عام أخرى لأنه يعلم أن ‘الإمبراطورية‘ ليس لديها أي فرصة في مواجهة الشعب الفلسطيني".
وأضافت الشامي أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بنيت على افتراض مفاده أنه إذا دمر الإسرائيليون ما يكفي من المنازل والمدارس والمستشفيات ـ أو إذا حولوا غزة إلى مقبرة ـ فإن هذا يعني أنهم انتصروا. ولكن في الواقع فإن ما فعلته إسرائيل هو كشف عن ضعفها. فالهجوم الذي كانت تأمل إسرائيل أن يسحق الروح الفلسطينية لم يؤد إلا إلى تصلبها.
واعتبرت الشامي أن هذا النصر لم يكن بفضل أي سياسي أو الأمم المتحدة أو القانون الدولي ـ بل كان بفضل إنجازات وصمود المقاومة الفلسطينية وحدها. وأشارت الشامي إلى أن المقاومة لم تنجح فقط في تخريب كل أهداف الاحتلال، بل نجحت أيضًا في تحرير 3000 سجين حسب اتفاقية وقف إطلاق النار، ومنهم معتقلون منذ عقود في ظروف وحشية.
وقالت الشامي إن "غزة قسّمت العالم إلى قسمين: أولئك الذين يقاتلون ضد الإمبريالية وأولئك الذين يقاتلون من أجل الحفاظ عليها".
وختمت الشامي "لماذا ما زلت هنا على الرغم من وجود وقف إطلاق النار؟ أولًا، لأنني لا أثق في أنهم سيوافقون على وقف إطلاق النار. ولا أثق في أنهم سيلتزمون به لأنهم لا يفعلون ذلك دائمًا.
وثانيًا، لأن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لمساعدة الفلسطينيين، أكثر من مجرد وقف إطلاق النار، نحن بحاجة إلى التحرير الكامل".
آراء المتظاهرين
استطلعت صدى أونلاين آراء عدد من المتظاهرين، وعبّر الجميع عن عدم ثقتهم في إسرائيل وحاجة فلسطين إلى التحرير وأن يظل صوت وجعها عاليًا.
عبّر الناشط دنيز قسيم Denis Kosseim عن قلقه من وجود اتفاقية بين نتنياهو وترامب، وقال:
"أنا قلق للغاية. أخشى ألا يتحقق وقف إطلاق النار هذا أبدًا. حسنًا. يبدو الأمر أشبه بهدنة أكثر من وقف إطلاق النار. كان هناك وقف لإطلاق النار في لبنان ولم تحترمه إسرائيل. لذا أخشى أن يحدث نفس الشيء في غزة ولا يتم احترام وقف إطلاق النار".
وأضاف: "قد يكون هناك هدوء في الوحشية، لكن الوحشية ستستمر. ومخاوفي الأخرى هي أن الرئيس القادم (ترامب) يعقد صفقات الآن بينما نتحدث. أن تخرج من غزة وتحصل على الضفة الغربية".
واعتبر قسيم أن إسرائيل لم ترغب في غزة طوال الوقت "إذا كنت تتذكرين في عام 2005، خطة شارون للتقارب نقلت حوالي 8000 مستوطن إسرائيلي من غزة إلى الضفة الغربية. واعتبروا في الأساس أن توطين غزة مكلف للغاية. غزة ليست ضرورية بالنسبة لإسرائيل".
وقال قسيم "إن عبارة اذهب إلى الجحيم تعني اذهب إلى غزة".
وأضاف "نعم، هذه هي الطريقة التي ينظر بها الإسرائيليون إلى غزة. لذا لا أعتقد أن الخطة طويلة المدى هي توطين غزة. ولكن من الواضح أن الخطة طويلة المدى هي توطين الضفة الغربية بالكامل. غزة والقدس كانتا محتلتين والجولان السوري والضفة الغربية منذ عام 1967. أي منذ 57 عامًا. 57 عامًا ليست احتلالًا مؤقتًا".
وأكد قسيم أنه "من الواضح أن هذا ضم لم يعلن عنه بعد. وهو مهم بالنسبة لإسرائيل بسبب قبر سارة في مدينة الخليل، إنه رمز ديني ورمز وطني مهم بالنسبة لإسرائيل. لذا لن يتخلوا عنه. لن يتخلوا عن القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية المحتلة. وماذا بعد؟ لن يتخلوا عن وادي الأردن. لأن هذا له ارتباط بدولة عربية. وهدفهم أن لا يكون للفلسطينيين أي ارتباطات معنوية ومادية وثقافية مع الأرض. وبالتأكيد لن تكون لديهم أي ارتباطات سياسية. وهذا ما يريده الإسرائيليون. وهذا ما أرادوه في عام 1948. ولم يحصلوا عليه في عام 1948، بل حاولوا الحصول عليه في عام 1956، في حرب عام 1956. ولكنهم نجحوا في عام 1967 ومنذ عام 1967. لذا فإنني أخشى أن يعرض الرئيس ترامب علينا ما نريده في الضفة الغربية. وما نطالب به هو البحر، على الأقل، وقف إطلاق النار في غزة. أليس كذلك؟ حسنًا، سنحصل على وقف إطلاق النار، لكن ذلك سيكلفنا الضفة الغربية".
وأضاف "نعم. أنا خائف جدًا. ومع ذلك، هناك شيء واحد يبعث على الأمل في تدمير غزة. آسف أن أقول، آسف أن أقول، من الصعب جدًا عليّ أن أقول هذا. لقد دمرت غزة، لكن إسرائيل لن تتعافى أبدًا من هذا.
وأكد قسيم "كيف يمكنك التعافي من الإبادة الجماعية؟ إنها ليست فقط القوة الخارجية التي تحاربها إسرائيل، هناك أيضًا قوة داخلية، هناك شيء يأكل إسرائيل من الداخل. يمكنهم أن يضعوا نصبًا تذكاريًا لضحايا الهولوكوست في القدس، ولكن المكان الحقيقي للنصب التذكاري لضحايا الهولوكوست هو في غزة، هكذا نصب هو لشعب غزة".
وقال سيرج باتينواد Serge Patenaude "سأتظاهر حتمًا حتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار. إذا تم تطبيق وقف إطلاق النار فهذا جيد. وذلك لأن كيان القبضة الصهيونية اضطر إلى القبول بظاهره. والآن يفعلون نفس الشيء الذي فعلوه في لبنان. أوقفوا النار في لبنان، لكن ذلك سمح لهم بارتكاب المزيد من المجازر.. والآن تم إخبارنا عن وقف إطلاق النار، لكنهم يرتكبون المزيد من المجازر في غزة".
وأضاف باتينواد "بحسب ما قرأته من أحد سرايا المقاومة فإن هذا الاتفاق فهو إيجابي. بالنسبة لي، إننا مدينون لرجال المقاومة، كما ندين بكل شيء للشعب الفلسطيني كنموذج لمقاومة الشعوب من أجل تحررها الوطني. الآن، بالنسبة للمسؤولية الاجتماعية لجميع الأطراف، أتمنى أن يتم احترامها. من الواضح أنه سيعطي القليل من الراحة لشعب غزة، لكني قلق للغاية.
وأكد باتينواد "الشعب الفلسطيني لن يُهزم أبدًا. وإسرائيل لا تريد شعبًا موحدًا، تريد مجتمعات مقسّمة، إنهم يعملون من أجل تقسيم شعوبنا".
كما اعتبرت أميرة أتاسي أن إسرائيل تخدع دائمًا في آخر لحظة، "وسأكون دائمًا هنا لأن لا تزال هناك حقوق للفلسطينيين لم يحصلوا عليها، هناك أسرى بالمعتقلات الإسرائيلية، عندما يحصلون على حقوقهم وحريتهم نحكي في عدم التظاهر ونحتفل، ولكن إسرائيل لم تفِ أبدًا بوعودها".
وأكدت كوكب عبد القادر بأنها ستستمر في التظاهر لأنها لا تثق في أن الإسرائيليين سيوافقون على وقف إطلاق النار، "هم لم يوافقوا بالكامل بعد، ولا أثق في أنهم سيلتزمون به لأنهم لم يفعلوا ذلك أبدًا في الماضي. وحتى مع وقف إطلاق النار، هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لمساعدة الجميع في فلسطين. هناك أكثر من مجرد وقف إطلاق نار. نحن بحاجة إلى التحرير الكامل".
وأشارت جيسي هاريس Jessie Harris بأن فلسطين مرتبطة بكل الحركات التحررية حول العالم، وأضافت "أؤمن بفلسطين الحرة. وأعتقد أن الكثير من النشاط في العالم مرتبط ببعضه البعض، ونحن نناضل من أجلهم جميعًا. ووقف إطلاق النار في غزة، لا يعني أن فلسطين حرة. علينا أن نظل أقوياء، وقف إطلاق النار هو فقط أخذ قسط من الراحة. علينا أن نظل أقوياء من أجل فلسطين. هناك، الكونغو، السودان، السكان الأصليون هنا، وفي كل مكان، العالم كله. لا يمكنني البقاء على قيد الحياة دون أن أفعل شيئًا لكل هؤلاء المظلومين على الأرض".
***
إذًا هو قرار تلقائي اتخذته الأطراف المساندة للقضية الفلسطينية في كندا، وهو قرار قد يجابَه بمعارضة من جهات كندية كانت سبّاقة على مدى 15 شهرًا إعلاميًا وسياسيًا لمهاجمة هذه التظاهرات والذين ينظمونها ويتبنونها وإلقاء تهم مختلفة عليهم. عن هذه الإشكالية، كان لصدى أونلاين حديث مع الناشط زياد أبي صعب، والناشط إياد أبو حامد.
زياد أبي صعب: تحرير فلسطين هو الأساس
في بيان تظاهرة PYM كتب المنظمون "بعد 15 شهرًا من الإبادة الوحشية، وقعت المقاومة الفلسطينية صفقة لوقف إطلاق النار، لم يكن ليتحقق هذا الإنجاز لولا الصمود الأسطوري لشعبنا في قطاع غزة. شاركونا التظاهر أمام القنصلية الأميركية لتكريم شهدائنا وللتأكيد على أن الصراع مستمر حتى التحرير الكامل".
عن هذا البيان ومواصلة التظاهر يقول أبي صعب:
"طبعًا المظاهرات بدأت بمطالبات لوقف الحرب، ولكن لا تزال غزة تحت الحصار ولا تزال ممارسة التجويع مستمرة، ولا يزال الفلسطينيون في الضفة الغربية يعانون من القمع الإسرائيلي والقتل اليومي.. في فلسطين يوميًا هناك شهداء، كما أن هناك خوف من أن لا تستمر الصفقة. ترامب ونتنياهو مجنونان ولا يمكن توقع ما الذي سيحدث. ولكن حتى لو استمرت الصفقة، غزة تحتاج لإعمار ومساعدات وفك الحصار وبناء مرفأ..".
وأضاف أبي صعب: "مطالبنا لم تكن فقط لوقف الحرب، بل رفعنا شعارات ‘فلسطين من البحر إلى النهر‘، فلم تنته القضية الفلسطينية بانتهاء وقف إطلاق النار. وقف الحرب مهم وأثبت أن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية منعت نتنياهو من تحقيق مخططاته وتقسيم غزة إلى قسمين وبناء خط بن غوريون من داخل غزة، وأن يكون الإسرائيلي مراقبًا على معبر رفح بين مصر وغزة، وأن يبني مستوطنات في شمال غزة.. أهل غزة انتصروا وأجبروا نتنياهو على مبادلة 30 سجين إسرائيلي بآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وهذا لم يحدث من قبل، ونتنياهو كان يقول بأنه من المستحيل أن نترك غزة طالما هناك مقاومة؛ اليوم نراه يفاوض المقاومة، إنه انتصار كبير".
وقال أبي صعب بأنه يتفهم أن الناس قد يعتبرون أن المظاهرات لم يعد من داع لها، حيث سيتم وقف الحرب، ولكن هناك مطالب أخرى لم تتحقق. واعتبر بأنه من الطبيعي أن يتعب المتظاهرون ويرغبوا بالعودة لحياتهم الطبيعية، ولكن "جهدنا وهدفنا أن تكون حياتهم الطبيعية بأن يواصلوا التظاهر ليطالبوا الغرب بمحاسبة نتنياهو".
وأشار أبي صعب إلى أنه بعد فوز ترامب بالانتخابات، تم وقف إطلاق النار في لبنان، وما حدث في سورية، ثم تعيين رئيس وتغيير الحكومة في لبنان، ووقف إطلاق النار في غزة، هذا يعني أن كلام بايدن والأميركييين على مدى عام ونصف بأننا نطلب من نتنياهو وقف الحرب "بالتي هي أحسن"، ويردّد بايدن كلامًا تافهًا ويبيع أكاذيب بأن نتنياهو يطلب كذا وكذا، ولكن ما إن دخل ترامب على الخط وهو الذي يركز على قضايا أخرى مع المكسيك وكندا وغيرنلاند ويقول لا أريد أن أصرف 130 مليار دولار على حرب غزة، أخذ ترامب القرار وأجبر نتنياهو، هذا يدل على أن هذه الإبادة ليست إسرائيلية فقط، بل إسرائيلية وأميركية، وأن بايدن كان يبيع الأكاذيب، فهو صهيوني أيديولوجيًا، وهذا ما كشفه الواقع، وترامب فرض نفسه.
وأضاف أبي صعب بأننا لا نصدق أن الأميركيين يطلبون من دول ‘بالتي هي أحسن‘، هم يفرضون فرضًا، "رأينا ما حصل في العراق ولبنان وعدد من الدول العربية، لدى الأميركيين طريقتان، إما يضعون حقيبة من المال أو يرفعون العصا، لا يتحدثون ‘بالتي هي أحسن‘، وكل ما يريدونه يحصل".
وتابع أبي صعب بأن "هذه الإبادة في غزة هي إبادة أميركية ولا يمكننا أن نوقف المظاهرات، ولا الأنشطة قبل أن تتم محاسبة الطبقة الكندية وحتى الأميركية التي ساعدت نتنياهو لممارسة القتل".
وأكد أبي صعب على دور التظاهر في التوعية القضية الفلسطينية، وقال بأنه قبل 7 أكتوبر 2023 كان عدد الناشطين في SPHR 15 ناشطًا، وبعد شهرين من الحرب أصبح عدد الناشطين 120، وزاد إدراك الناس للقضية الفلسطينية وتأثرهم مع كل اعتصام أو وقفة احتجاجية.
وأضاف أبي صعب "هناك منظمات من أصول أفريقية وشرق آسيوية، بدأت بالمشاركة بالتظاهر. وكانوا خلال المخيّم الطلابي في جامعة ماكغيل يساعدوننا ويتبرعون بالطعام،. أقول أنه بات لنا كناشطين من أجل فلسطين بيئة حاضنة تساعد بما تقدر عليه أن تساعد".
وعلّق أبي صعب على حديث الناشط جير تسابار في تورونتو قائلًا بأن هناك الكثير من اليهود ضد الفكر الصهيوني ويرفعون شعارات فلسطينية من البحر للنهر، ويعتبرون أن الفكر الصهيوني فكر عنصري استعماري، وهنا في مونتريال، أبدى اليهود دعمهم واستمرارهم معنا في التظاهرات"، وختم أبي صعب "تحرير فلسطين هو الأساس، وهذا الصراع هو لتحرير فلسطين".
إياد أبو حامد: واجبنا تجاه فلسطين لم يتوقف هنا
يقف الناشط إياد أبو حامد جنبًا إلى جنب مع كل تظاهرة لمنظمة "مونتريال من أجل فلسطين" التي أعلنت عن التظاهر يوم الأحد، يقول أبو حامد عن مواصلة التظاهرات:
"المظاهرات ستستمر رغم أن الهدنة ستدحل حيّز التنفيذ يوم الأحد، ولكن ليس بنفس الطريقة.. قد تصبح المظاهرات في التواريخ والأحداث والأيام التي فيها ذكرى معينة، إلا إذا استجدت أمور أخرى. وإلا إذا رافق الهدنة تصعيدات واختراقات كما يفعلون في لبنان".
وذكر أبو حامد أن المظاهرات الأسبوعية فرضت نفسها أمام المؤيدين أو المعارضين، وأن البعض كان يستهدف المظاهرات "البعض حاول يستغلها، وهؤلاء لا يريدون مظاهرات، هؤلاء أجنداتهم فقط للفوز بأي استحقاق انتخابي أو سياسي، يفتشون عن أي فرصة لينتهزوها ويقفزوا عن حقوق الجالية، حتى يثبتوا لمؤيديهم ومتابيعهم وشريحتهم الانتخابية أنهم أهل لهذا المنصب والاستحقاق السياسي.
وثمّن أبو حامد الالتزام بالتظاهر أسبوعيًا على مدار السنة الماضية من الجالية ومن يهود ومسيحيين ولا دينيين أو يساريين ويمينيين، وكانوا يتفاعلون مع هذا القضية من بعدها الإنساني أو الأيديولوجي، كل واحد حسب خلفيته. والتظاهر استمر في مختلف الأوضاع بالنسبة لمستوى الوجع، ومختلف الظروف المناخية والجوية، "رغم أن مستوى التفاعل كان متقلبًا ولم تكن المشاركة نفسها مع أن حجم الدم يزيد وحجم الوجع وحجم الجرائم وبشاعة الصهاينة في تعاطيهم مع حقوق الإنسان والمظلومات التي تحدث في غزة والتوحش الإسرائيلي".
هل سيستمر التظاهر؟ يجيب أبو حامد "قضية فلسطين يجب أن تبقى حاضرة، بالنسبة لنا، الهدنة لا تعني انتهاء القضية الفلسطينية، لا زال الأقصى محتلًا، القدس محتلة، الضفة محتلة، لا زالت فلسطين محتلة، لا يزال عندنا 7 ملايين لاجئ في الشتات، ما زال شعبنا يرزح تحت نير وجرائم الاحتلال، والمظاهرات كانت وسيلة من الوسائل التي تدفع الناس لأن ينتبهوا بأن هناك خطأ ما يحدث، وهذا الدافع إنساني..".
وأشار أبو حامد إلى أنه على المجتمع الكندي التحرك وإعلاء الصوت "دولتنا الكندية يجب أن لا تكون متعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي ومتواطئة معه. تعاطي الدولة يجب أن يكون مختلفًا من باب القيم في كندا، وحقوق إنسان، وحقوق الأطفال، وحقوق النساء، والعدالة.. المفروض أن يكون موقفها مغايرًا لما شهدناه السنة الماضية. وهذه الرسائل وجّهناها خلال المظاهرات لأن حضورنا مع السياسيين والبرلمانيين لم يكن حضورًا مؤثرًا للأسف. معظم هذه الشرائح على المستوى السياسي لها أجندتها، ولم يكن هناك سياسيون عند هذا المستوى لديها ضمير وإعلاء الصوت إلا القليل منهم الذين تحدثوا عن الظلم الذي يحدث في غزة، وعن النفاق وازدواجية المعايير، وعن الجرائم، لكن لم تكن نسبة هؤلاء الأشخاص مهمة، كان السواد الأعظم متواطئ ومتخاذل".
واعتبر أبو حامد أن واجبنا تجاه فلسطين لم يتوقف هنا، وأنه "من المفروض أن يستمر هذا الواجب حتى ينال الشعب الفلسطيني المظلوم حقه بتقرير مصيره والعودة لأراضيه والقصاص من الظالم على الجرائم التي ارتكبها على مدار 76 سنة من الظلم والاحتلال والتشريد والترهيب والإجرام بأقصى وأبشع وأحقر صور شهدتها البشرية في العصر الحديث. لن تشهد البشرية مجزرة مثل التي شهدناها الآن في غزة، تجاوز كل الخطوط الحمراء بالوزن والحجم ومستوى الألم ومستوى البشاعة، والأدهى كله أن هذا الكلام كان في بث مباشر. فما حدث سابقًا في كوسوفو كنا نسمع عنه في تقارير بعد أسبوع أو أسبوعين، للأسف مشاهد القصف وحرق الأطفال أحياء في خيم اللجوء، وتدمير مستشفيات وقصفها وتدمير المساجد والمدارس بحجة ملاحقة مخربين حتى مع هذا الموضوع الحجة مفندة في الشرائع الدولية والشرائع السماوية التي لا تسمح بهذا الحجم من الظلم والإجرام الذي شهدناه وسط تواطؤ وصمت وتخاذل دولي شاهده الجميع".
وقال أبو حامد إن رفع صوت فلسطين سيستمر "إن كان بالتظاهر أو بخطب الجمعة، أو في العمل، وفي الندوات والمحاضرات، وقد يكون بملاحقات قضائية لكل من تواطأ بهذه الجريمة أو ساعد على تنفيذها او ساهم بتشويه الحقائق"،
وأضاف أبو حامد "أكاذيب كثيرة صدرت من الكيان الصهيوني، وكان النظام السياسي الكندي فقط صدى لهذه الأكاذيب دون بذل أي جهد للتحقق من مصداقيتها، وبعد أن تم تفنيد الكثير من الأكاذيب، لم يُصدر الكيان الصهيوني أي بيان أو اعتذار. نلمس النفاق والظلم، وواجبنا كجزء من المكون الكندي أن نقوم بدورنا وتوعية المحيط وتوصيل الرسالة وبذل الجهد والمستطاع، لأن أي تقصير من جانبنا سنحاسب عليه أمام الله قبل أن يكون أمام أنفسنا وأمام شعوبنا وأمتنا وأمام التاريخ".
وأكد أبو حامد أن التحدي كبير والألم كبير والوجع كبير وأن جولة من الصراع انتهت، ولكن الحرب لم تنته، الصراع نفسه لم ينته، "هناك جولات قادمة يجب ان ينكون مهيئين لها، ونهيئ أمتنا والإنسانية كي ينكشف هذا الكيان الظالم أمام الجميع".
واعتبر أبو حامد أن إسرائيل الآن في عزلة دولية وأن غزة كشفت زيف النفاق الدولي وكشفت جرائم الاحتلال مشيرًا إلى أن غزة حولت فلسطين من قضية منفصلة إلى حالة إنسانية تفاعلت معها شوارع المدن الغربية، والشعوب الغربية مع تعاطف جارف تجاه أهل غزة أمام جرائم الاحتلال.
هل فعلًا ساهمت هذه التظاهرات في زيادة الوعي لدى الشعب الكندي؟ يعلّق أبو حامد أن هذا الأمر تم لمسه بشدة، وأنه خلال عملية التظاهر نفسها، كان هناك ناس يمرون يسألون ماذا تفعلون. ووقت التظاهرات كنا نتعمد أن تكون هناك وقفات معينة ويتم عرض فيديوات عما يحدث في غزة، من استشهاد أكثر من 55 ألفًا بينهم 25 ألف طفل وتيتّم أكثر من 20 ألف، وتهجير مليونين غزّي، وتدمير المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات.. ونسأل لماذا تستهدف المستشفيات، كان المارّون يصغون ويقفون مع أنفسهم".
وتابع أبو حامد أن "البعض منفصل تمامًا عما يحدث في غزة وكانت التظاهرات فرصة لكي تشبكهم مع الواقع الجديد، على الرغم من أن البعض غير معني بتاتًا بهذا الموضوع".
وقال أن الجدليات والحملات التي حدثت في الإعلام الكندي حول استصدار قرار سياسي يمنع استمرار التظاهر كانت فرصة أن يسأل الناس ما الدافع من وراء هذه المظاهرات، ومعظمهم لا يعرفون ما يحدث في غزة. وزاد وعيهم للموضوع، واعتبر أبو حامد أنهم كانوا للأسف مغيبين بسبب التشويه الذي تمارسه وسائل الإعلام هنا.
وذكر أبو حامد أنه منذ يومين استهدفت جورنال دي مونتريال استهدفوا نشاطًا معينًا لجالية شبابية وبدأوا يشنون حملة على النشاط والمشاركين فيه معتبرين أنه معاد للسامية ومؤيد لما حدث في 7 أكتوبر من اغتصابات وقتل أطفال. صحيفة كندية تذكر هذا الأمر علمًا أن وسائل الإعلام الاسرئايلية والمؤسسات الصهاينة أصدرت بيانات رسمية بأنه لم تُثبت أي جريمة اغتصاب وقتل أطفال. تخيلوا الابتذال والسقوط لبعض وسائل الإعلام الكندية، وحتى الجهات الكندية، وحتى النواب الكنديون روّجوا لهذه الأكاذيب كي يرضوا أو يحصلوا على رضا الصهيانة وللحفاظ على مكتسباتهم السياسية.
وشدّد أبو حامد على أهمية دعم الأصوات التي كانت تمثل الضمير الإنساني من موقعها السياسي "هي أصوات تُحترم وتستحق الدعم، أما الأصوات التي غيّبت الضمير الإنساني للحفاظ على مكتسباتها ورضيت بأن تصم الآذان وتعمي الأعين فقط لتظل محافظة على مسيرتها السياسية هي الأصوات التي ينبغي على الجالية أن تعيد تموضعها وموقفها ولا تعطيها أي فرصة أخرى في البرلمان وفي أي منصب سياسي".
عن توقع حصول اعتراضات رسمية أو من جهات معينة لمنع التظاهر بعد تنفيذ وقف إطلاق النار، يجيب أبو حامد:
"ما هو ملاحظ أن الموضوع تجاوز التظاهر لأجل غزة، فقد حاولوا منع الصلاة في الأماكن العامة، الصلاة حق يكفله الدستور الكندي. حالوا استصدار قرار بمنع الصلاة في الأماكن العامة، نحن إذًا نتكلم عن حالة من الإسلاموفوبيا، يوجد تغول وتوحش، يتجرأون لسلب حق من حقوق شريحة أساسية من شرائح المجتمع الكندي. هذه مسألة كبيرة والدافع وراءها فقط أجندات سياسية".
وتابع أبو حامد "مفهوم الصلاة لدينا أنها علاقة مع الله واستحضار لحقيقة وجودنا في هذه الحياة، هي مرحلة شحن روحاني كي يكمل الناس حياتهم بعدالة وبإنصاف وسلام وأمان، فأن تتعامل أنت مع هذه الظاهرة على أنها ظاهرة إسلاموفوبيا وخائف من تبعاتها هذا يعني نشر مفهوم خاطئ بهدف التشويه الذي يمارسه البعض تجاه الإسلام وحقيقة وجوهر وغاية الإسلام في هذه الحياة".
واعتبر أبو حامد أن الإسلام ليس علاقة مع الله في المساجد فقط "أنا مسلم في بيتي، مع زوجتي وأولادي، أنا مسلم مع الناس في كل مكان، في الوظيفة، الشارع، المول، الجامعة، عندما أشتري وعندما أبيع. الإسلام هو حياة أعيشها بكل نفس، الإسلام ليس ممارسة دينية في المسجد فقط وانتهى، وهذا الأمر هم لا يفهمونه عندما يصدرون تصنيفًا معينًا بأن هناك الإسلاميون وهناك المسلمون، وأن المسلمين هم من يمارسون إسلامهم داخل البيوت، والإسلاميين هم الذين يمارسونه خارج البيوت".
وأكد أبو حامد أن هذا التصنيف غبي ويدل على أن هؤلاء لا يعرفون شيئًا عن حقيقة الإسلام، واعتبر بأن "هذا دافع لنا بأن نشتغل كمكّون من مكونات المجتمع الكندي وهناك دور كبير ملقى على عاتقنا بأن نوعّي الناس على الإسلام وحقيقته ومعناه وأهدافه. من يقوم بهذه الحملات قد يكون صاحب أجندات وقد يكون ضحية تشويه مورس من خلال حملات منظمة أو من خلال الإعلام، أو من خلال جهات معينة لكي يُفهم الإسلام بهذه الصورة المغلوطة، وتخرج ردات الفعل العدوانية بين مكونات المجتمع الواحد بشكل سيء للأسف".
224 مشاهدة
17 يناير, 2025
330 مشاهدة
12 يناير, 2025
106 مشاهدة
01 يناير, 2025