Sadaonline

كندا تستدعي السفير الإسرائيلي في كندا والسبب؟ وما هي دلالاته؟

كارني : هذا الامر غير مقبول ابدا

متابعة اشرف حبيب

في تطور لافت يُظهر تحولا ملحوظا في نبرة الخطاب الكندي تجاه إسرائيل، استدعت كندا السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات حول سبب إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي طلقات تحذيرية قرب جولة دبلوماسية تضم بينها أربعة كنديين في الضفة الغربية اليوم الأربعاء في 21 أيار.

كارني : هذا الامر غير مقبول ابدا

ووصف رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الحادث بأنه "غير مقبول ابدا " . وقال إن كندا تتوقع تفسيراً لما حدث.

وقال كارني في مؤتمر صحفي من البرلمان اليوم الأربعاء: "إنه أحد الأمور العديدة غير المقبولة التي تحدث في المنطقة".

من جهتها، قالت قوات الاجتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء إنها "تأسف للإزعاج" الناتج عن إطلاقها طلقات تحذيرية أثناء وجود الدبلوماسيين في مدينة جنين.

وزيرة الخارجية الكندية :نتوقع تحقيقاً كاملاً ومحاسبة المسؤولين

وأكدت وزيرة الخارجية أنيتا أناند على موقع اكس أن أربعة كنديين كانوا ضمن الوفد الزائر لجنين، وأضافت أنها "مرتاحة" لأن الجميع بخير.

وأضافت الوزيرة أنها تتوقع تحقيقاً كاملاً ومحاسبة المسؤولين، وقالت على منصة "إكس": "طلبت من المسؤولين لديّ استدعاء السفير الإسرائيلي لنقل المخاوف الجادة لكندا".

ويُظهر مقطع فيديو للحادثة متداول على الإنترنت أفراد المجموعة وهم يتحدثون أمام الكاميرات قرب بوابة صفراء كبيرة، وتُسمع طلقات نارية أثناء هروبهم من المكان والتفافهم حول أحد الشوارع. وفي مقطع آخر، يُشاهد جنديان يوجهان أسلحتهما نحو المجموعة.

وأوضحت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيانها أن المجموعة "انحرفت" عن المسار المعتمد لها، وأطلق الجنود الطلقات التحذيرية لإبعادها عن منطقة غير مصرح بزيارتها. وأضافت أنه لم يُصب أحد بأذى.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عبر منشور على وسائل التواصل إن الحادث غير مقبول، وإن السفير الإسرائيلي في فرنسا استُدعي لتقديم توضيحات.

كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي في إيطاليا أيضاً لتقديم تفسير.

الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقاً في الحادث وسيتواصل مع الدبلوماسيين المعنيين لإبلاغهم بنتائج التحقيق.

وكانت كندا قد فرضت عقوبات على أفراد بسبب عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية في السابق. وأُعلن عن آخر جولة من العقوبات في سبتمبر من العام الماضي.

ما هي دلالات الموقف الكندي ؟

من هذا الموقف الرسمي الكندي تجاه حادثة إطلاق النار التحذيري من قوات الاحتلال الإسرائيلية قرب وفد دبلوماسي في جنين، يمكن لنا أن تستخلص عدة نقاط مهمة:

1. تحول ملحوظ في نبرة الخطاب الكندي تجاه إسرائيل

كندا، التي كانت تُعرف تقليديًا بمواقف داعمة لإسرائيل، بدأت تعتمد لغة أكثر نقدًا وصرامة، خاصة في ظل تصاعد العنف في غزة والضفة الغربية. استدعاء السفير الإسرائيلي، والمطالبة بتحقيق ومحاسبة، يعكس تغيرًا في موقف الحكومة الكندية، أو على الأقل رغبة في الظهور بموقف "متوازن" أمام المجتمع الدولي والرأي العام الداخلي.

3. تأكيد أهمية السلامة الدبلوماسية مقابل واقع ميداني دموي

الاهتمام الكندي بالحادث جاء لأنه مسّ دبلوماسيين كنديين. الجالية العربية يجب أن تذكّر باستمرار بأن ما حدث جزء من واقع يومي يعيشه الفلسطينيون، وأنه لا يكفي فقط حماية الدبلوماسيين، بل يجب العمل على وقف انتهاكات أوسع وأخطر ضد المدنيين.

2. تأثير التحركات الشعبية والسياسية في كندا

هذا التصعيد في اللهجة قد يكون انعكاسًا للضغوط المتزايدة من الشارع الكندي، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والجاليات العربية والمسلمة، التي كثفت مظاهراتها ومطالبها للحكومة باتخاذ موقف أكثر وضوحًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.