صدى اونلاين - مونتريال
عقد الطالب الكندي من أصل عربي أحمد مستّت مؤتمرًا صحفيًا في مونتريال عند الساعة التاسعة والنصف من صباح الاثنين في السادس من شهر تشرين الأول - اوكتوبر ، بعد تعرضه لحملة تشويه إعلامية تتهمه بالتطرف ومعاداة السامية، وهي اتهامات ثبت لاحقًا أنها قائمة على وثائق مزورة. حيث اكد مستّت ان " عدة تحقيقات، بما في ذلك أحدثها التي أجرتها جامعتي المحترمة وكذلك جهات أخرى، خلصت إلى أن هذه الاتهامات خالية تمامًا من أي أساس".
المؤتمر، الذي حضره محاميه جون فيلبوت (John Philpot)، وعدد من الداعمين من الوسط الطبي والأكاديمي، شهد مداخلات من ممثلين عن الأصوات اليهودية المستقلة في مونتريال (Voix juives indépendantes)، وعن مجموعة من الأطباء الكنديين الذين أعلنوا دعمهم لمستّت.
أجمع المتحدثون في المؤتمر على أن قضية أحمد مستّت تجسّد تصاعد الإسلاموفوبيا والضغط السياسي داخل الجامعات الكندية، ودعوا إلى حماية حرية التعبير والدفاع عن حقوق الطلاب من جميع الخلفيات، مؤكدين أن العدالة انتصرت بعد أن أكدت جامعة شيربروك نزاهة الطالب وبراءته من كل الاتهامات.
من بين الاتهامات التي طالت احمد تصريحات منسوبة معادية للسامية، وللمثليين، وللنساء والسود بالرغم من ان من حضروا ليدافعوا عنه نساء من القطاع الطبي وسيدة سوداء هي السيدة فاتـو راماتولاي كانتي ، منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الطلابي لجامعة شيربروك. كما حضر زيف سالتييل، وهو يهودي من جماعة ال Queerومتحول جنسيًا.
بعد المؤتمر الصحفي ومن خلال متابعتها لما نشرته بعض وسائل الاعلام تساءلت مصادر متابعة في حديث لموقعنا عن "السر في استهداف طالب يبلغ من العمر 20 سنة في حملة شعواء اشترك فيها انصار إسرائيل والعنصريون البيض وبعض الاعلام الفرنسي والإنكليزي" . هذه الأطراف التي "استغلت المؤتمر الصحافي لمواصلة الاستهداف حيث لم تشفع التوضيحات في التخفيف من الحملة".
المحامي جون فيلبوت: الحملة جاءت في سياق سياسي وإعلامي متوتر
استهل المحامي فيلبوت المؤتمر الصحفي بالقول " طالب لامع ذو مسيرة استثنائية، كان السيد موستّت هدفًا لحملة تشويه، استندت إلى وثائق مزيفة نُشرت على الإنترنت، بسبب انخراطه إلى جانب ضحايا الاضطهاد، ومن بينهم الأكثر فقرًا أيتام غزة.
ولفت فيلبوت الى انه " من المهم التذكير بأن الأزمة في غزة تندرج في سياق إبادة جماعية محتملة وجرائم حرب معترف بها من قبل الهيئات القضائية الدولية".
واشار الى انه " في ضوء هذه الادعاءات، رأت جامعة شيربروك أنه من المناسب إجراء تحقيق حول السيد مستّت.
وخلال التحقيق بأكمله، أبدى تعاونًا تامًا ولم يتردد في المشاركة الكاملة.
وإذ أشار الى انه " في 8 يوليو، اجتمعت لجنة الكفاءة والترقية التابعة لبرنامج الدكتوراه في الطب في جامعة شيربروك بالسيد مستّت، وفي 14 يوليو، أصدرت هذه اللجنة قرارًا يؤكد قبول السيد مستّت في برنامج الطب"، لفت الى انه " بعد بدء العام الدراسي في أغسطس الماضي، استؤنفت الحملة الإعلامية ضد السيد مستّت".
وابلغ وسائل الاعلام ان السيد مستّت يتحدث اليوم للرد على الهجمات التي يتعرض لها، والدفاع عن نزاهة جامعة شيربروك، التي قبلته في برنامج الطب بعد تحقيق دقيق. وسيجيب عن الأسئلة المتعلقة بملفه وبانعدام مصداقية الأدلة الإلكترونية، التي تفتقر إلى البيانات الوصفية (الميتاداتا)".
وشدد فيلبوت انه " لم يُدلِ السيد مستّت مطلقًا بأي تصريحات متطرفة، وهو يدين كل أشكال التمييز، سواء كانت تستهدف الأشخاص اليهود، أو النساء، أو أفراد مجتمع الميم (LGBTQ+)، أو الأشخاص السود، أو الشعوب الأصلية".
وأشار الى انه " سيشهد هذا المؤتمر الصحفي أيضًا حضور زيف، ممثل الأصوات اليهودية المستقلة، والدكتور فرانسوا ديون، ممثل مجموعة من الأطباء الداعمين للسيد مستّت، بالإضافة إلى ممثل عن الاتحاد الطلابي لجامعة شيربروك.
أحمد مستّت: أقول بوضوح وبدون أي لبس: لم أُدلِ أبدًا، ولم أوافق أبدًا، على أي تصريحات متطرفة
وجاء في حديث مستّت ما يلي : "اسمي أحمد مستّت، وأنا طالب في السنة الأولى في الطب في جامعة شيربروك.
أتحدث اليوم لأدين الحملة التشهيرية التي نُظمت ضدي من قبل «مجموعة» والتي، بحسب الدليل الذي قدّمه المحضر القضائي المكلّف بإبلاغها بإنذار رسمي، لا وجود قانوني لها ببساطة.
للأسف، تمّ تكرار هذه الاتهامات غير المؤسسة من قبل بعض وسائل الإعلام وأطراف أخرى، بهدف واضح يتمثل في إسكات صوتي وتشويه سمعتي.
بصفتي كيبكيًا وكنديًا فخورًا بانتمائي، أعتبر أنه من مسؤوليتي الأخلاقية الدفاع عن الجماعات الأكثر ضعفًا، أينما كانوا ومن يكونون.
خلال السنوات الماضية، كرّست نفسي بالكامل للعمل الإنساني، من أجل أولئك الذين يعانون من الظلم. ويشمل ذلك مبادرات لدعم الأشخاص المشردين في مونتريال وكذلك حملات كفالة الأيتام في مختلف أنحاء العالم.
ومن خلال هذه الجهود، قدتُ حملات جمع تبرعات لصالح الأيتام على مستوى عالمي، وشاركت في توزيع آلاف الوجبات على المجتمع المحلي الذي يعيش في وضعية تشرد.
في سن العشرين فقط، تم الاعتراف بي على الصعيد الوطني بفضل هذا الالتزام، وتلقيت جوائز من منظمات مرموقة.
لقد كرّست آلاف الساعات لهذه الأنشطة، بدافع وحيد هو إيماني العميق بالعدالة والرحمة.
لذلك، من المزعج جدًا أن تختار مجموعة — التي لا وجود قانوني لها كما أشار المحضر القضائي — اختلاق أكاذيب خبيثة عني.
لقد حاول البعض بكل الوسائل ترهيبي، إلى حدّ إرسال تهديدات بالقتل إليّ.
ورغم هذه المحاولات، خلصت عدة تحقيقات، بما في ذلك أحدثها التي أجرتها جامعتي المحترمة وكذلك جهات أخرى، إلى أن هذه الاتهامات خالية تمامًا من أي أساس.
أريد أن أقول ذلك بوضوح وبدون أي لبس: لم أُدلِ أبدًا، ولم أوافق أبدًا، على أي تصريحات متطرفة.
وأُدين بشدة كل أشكال التمييز، سواء كانت موجهة ضد اليهود، أو النساء، أو أفراد مجتمع الميم (LGBTQ+)، أو السود، أو الشعوب الأصلية.
لقد كنت دائمًا معارضًا لجميع أشكال العنصرية والتمييز، وكنت دائمًا معروفًا بين زملائي كـ شخص محترم ومتعاطف طوال سنواتي في المدرسة الثانوية والـ CEGEP — كما تشهد على ذلك العديد من الجوائز التي حصلت عليها في المجالين الأكاديمي وقيادة الطلبة.
سأواصل الدفاع عن العدالة، وسأستمر في الالتزام إلى جانب أولئك الذين يعانون من الطغيان والاضطهاد.
إن هذا الإصرار سيكون دليلي طوال دراستي، وطوال مسيرتي المستقبلية كطبيب.
ومن الجدير بالذكر أن بفضل دعم أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية في كلية داوسن، تمكنت جامعة شيربروك من دراسة ملفي بشكل كامل ودقيق.
وبعد تحليل الأدلة التي قدمتها وكذلك تقارير كلية داوسن، أكدت كلية الطب قبولي، معترفة بقوة ملفي وزيف الاتهامات.
وفي النهاية، أود أن أتقدم بخالص الشكر إلى جميع الأشخاص الذين ساندوني:
أساتذتي، زملائي، الأطباء الذين أعلنوا دعمهم العلني، وجميع الحاضرين اليوم،
دون أن أنسى جامعة شيربروك وأساتذتها على الثقة التي منحوها لي".
زيف سالتييل: " ما تعرض له أحمد مستّت ليس مسألة معاداة السامية، بل نتيجة الإسلاموفوبيا
تحدث زيف سالتييل، وهو يهودي من مونتريال وعضو في حركة Voix juives indépendantes، قائلاً إنه ينتمي لعائلة نجت من المحرقة، وهو شخص يهودي ومتحول جنسيًا.
وأوضح في كلمته: "يجب أن نُفرّق بين اليهودية كدين وثقافة عمرها 3500 عام، وبين الصهيونية كأيديولوجيا سياسية حديثة. معارضة الصهيونية ليست معاداة للسامية، وانتقاد إسرائيل أو حكومتها ليس عداءً لليهود."
وقال إنه شاهد خلال السنوات الماضية تصاعدًا خطيرًا في حملات الترهيب الإلكتروني (doxxing) التي تستهدف المدافعين عن فلسطين، بمن فيهم طلاب الطب والناشطون".
وأضاف:" ما تعرض له أحمد مستّت ليس مسألة معاداة السامية، بل نتيجة الإسلاموفوبيا والعنصرية البنيوية التي تستهدف الشبان العرب والمسلمين. لقد التقيت بأشخاص يعرفونه وصفوه بأنه إنسان عطوف ونزيه، ولا يستحق هذا الظلم."
وأكد زيف أن الحركات الصهيونية المتطرفة تقف خلف معظم حملات الكراهية الإلكترونية، وأن ما يجري هو «عنف رقمي منظم يؤدي إلى تهديدات حقيقية وخسارة وظائف وانهيارات نفسية».
وختم بقوله:"أنا أؤمن برواية أحمد، وأؤمن أنه سيصبح طبيبًا مميزًا يخدم الإنسانية."
الدكتور فرانسوا ديون: حماية أحمد هي حماية للحق في العدالة والكرامة والحرية الأكاديمية
تحدث الطبيب فرانسوا ديون باسم مجموعة من الأطباء الكنديين، وقال: " ما يتعرض له أحمد مستّت شاهدناه مرارًا في كندا. خلال العامين الماضيين، طلاب وأطباء كنديون فقدوا وظائفهم أو تم تعليق دراستهم فقط لأنهم عبروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين."
وأشار إلى تحقيق نشرته منصة The Breach في فبراير 2024 كشف أن "العديد من الجامعات والمستشفيات الكندية استخدمت تهم "نقص الاحترافية" كسلاح سياسي لإسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين".
وضرب أمثلة عن أطباء في تورونتو وأوتاوا وكوينز تعرضوا للعقوبات بسبب مواقفهم.
وأضاف" في قضية أحمد، بدأت الحملة من مجموعة مجهولة تُدعى Jewish Clinicians Against Antisemitism، ثم توسعت لتشمل اتهامات بالتمييز ضد النساء والمثليين. لكن كل التحقيقات، بما فيها تحقيق جامعة شيربروك، برأته تمامًا."
وأكد ديون أن الجامعة تصرفت بمهنية عالية، قائلاً: " نثق بجامعة شيربروك لأنها مؤسسة نزيهة، على عكس مجموعات ذات أجندات سياسية. دعم حقوق الإنسان ليس جريمة، وعلينا كأطباء أن ندافع عن حرية التعبير والعدالة."
وختم بتأكيد دعم الأطباء الكامل للطالب أحمد مستّت: نقول بصوت واحد: اتهام شبابنا دون دليل أمر مرفوض. حماية أحمد هي حماية للحق في العدالة والكرامة والحرية الأكاديمية."
اتحاد الطلبة في جامعة شيربروك: بعض الصحف اختارت تضخيم هذه الاتهامات التي لا أساس لها
وكانت كلمة للسيدة فاتـو راماتولاي كانتي منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الطلابي لجامعة شيربروك (FEUS) وصفت الاتحاد الطلابي لجامعة شيربروك وصفت فيها الحملة التي استُهدِف بها أحمد مستّت، الطالب في كلية الطب وعضو الاتحاد، بأنها "حملة تشويه".
وقالت كانتي" خلال الأسابيع الأخيرة، وُجهت اتهامات علنية ضده. وقد تمت دراسة هذه الادعاءات بعناية من قبل جامعة شيربروك في إطار تحقيق شامل، أُجري وفقًا لقواعد المؤسسة وأعلى معايير النزاهة الأكاديمية. وقد أتيحت للاتحاد فرصة التواصل مع الجامعة، ويؤكد أنه يثق تمامًا في نتائج التحقيق. وبناءً على ذلك، تُظهر الملفات المتاحة للاتحاد أنه لم يُلاحظ أي تقصير ولا يمكن أن يُنسب أي خطأ إلى السيد مستّت".
وأبدت الأسف " بشدة أن بعض الصحف اختارت تضخيم هذه الاتهامات التي لا أساس لها.ومن خلال التركيز المتكرر على هذه المزاعم، تسهم وسائل الإعلام هذه في تشويه الحقائق، والتأثير سلبًا على الرأي العام، وإذكاء مناخ من الكراهية والإلحاح العدائي".
ولفتت الى ان " هذا النوع من المعالجة الإعلامية ليس بدون عواقب؛ فهو يخلّف آثارًا إنسانية حقيقية على أحمد مستّت، إذ يسهم في تدمير صحته النفسية وطمأنينته. ومن غير المقبول أن يرى طالب لامع، اختار دراسة الطب ليعالج ويُساعد الآخرين، وحصل على أرفع الأوسمة تقديرًا لالتزامه، مستقبله مهددًا بمثل هذه الحملات التشهيرية.
"علاوة على ذلك، يجب ألا نغفل أن هذه الاتهامات غير المثبتة وغير المبررة تُزعزع استقرار دفعةٍ كاملةٍ من البرنامج الدراسي، مما يخلق مناخًا من انعدام الأمان لا يُشجع على الدراسة أو النجاح".
وجددت " تضامن اتحاد الطلبة الكامل والمطلق مع أحمد، ويدين بشكل لا لبس فيه كل أشكال الترهيب، سواء صدرت من أفراد أو جماعات أو مؤسسات إعلامية".
وختمت فاتـو راماتولاي كانتي بالقول: "إن المجتمع الطلابي في جامعة شيربروك لا يمكنه أن يقبل بأن تُدمَّر حياة أشخاص بسبب اتهامات لا أساس لها وصور نمطية منحازة. سيما ان وراء العناوين المثيرة، هناك إنسان، هناك طالب، هناك مستقبل .ولا ينبغي أبدًا أن يُدمَّر أي مستقبل بسبب العنصرية أو التحرش الإعلامي".
اسئلة الصحفيين
خلال المؤتمر، وجّه صحافيان من صحيفة مونتريال والغازيت أسئلة حول أسباب سحب وسام الحاكم العام الذي مُنح له سابقًا، حيث أوضح مستّت أن القرار سياسي أو إداري بحت، مؤكدًا أن جامعة شيربروك وكلية داوسن والشرطة أجروا تحقيقاتهم وخلصوا إلى أنه بريء ولم يرتكب أي مخالفة، وإلا لما تم قبوله في كلية الطب.
مستّت ذكر في رده على سؤال أنه كان مشاركًا لفترة في منتدى “ديسكورد”، بل وكان أحد المشرفين لفترة قصيرة، لكنه شدد على أنه لم ينشر أي تعليقات مسيئة، مشيرًا إلى أن المنصة تتيح بسهولة فبركة الرسائل. وكرر أنه طالبَ مرارًا بتقديم أدلة أصلية تتضمن بيانات رقمية (metadata)، لكن لم يتلقّ أي رد.
بشأن الفيديو المتداول على “إنستغرام" أثناء رئاسته لجمعية الطلاب المسلمين في داوسن، والذي يظهر مشهد “اختطاف ساخر"، قال مستّت إنّه لم يكن من فكرته بل من اقتراح أحد الطلبة، واعتبره “مقلبًا فكاهيًا غير مؤذٍ”، وقد تمت إزالة الفيديو لاحقًا "لأسباب أمنية".
ورفض مستّت جميع الاتهامات المتعلقة بالتمييز أو التطرف، مؤكدًا أنه يعارض كل أشكال العنصرية ضد اليهود أو النساء أو المثليين أو السود أو الشعوب الأصلية.
في نهاية الجلسة، أوضح المحامي فيلبوت أن القضية أُعيد فتحها بعد "ظهور معلومات جديدة، مؤكدًا أن الدفاع سيطالب الجامعة بإثبات موثوقية الأدلة الرقمية، وأنه "لا يجوز إدانة شخص بناءً على لقطات غير قابلة للتحقق".
واختتم بالقول إن الهدف ليس فقط الدفاع عن أحمد، بل أيضًا كشف سبب حملة التحريض الإلكترونية ضده التي وصفها بأنها ذات دوافع سياسية وعنصرية.
147 مشاهدة
12 أكتوبر, 2025
458 مشاهدة
12 أكتوبر, 2025
104 مشاهدة
11 أكتوبر, 2025