غسان عجروش-مونتريال

في مطلع شهر أيلول الحالي أعلنت جمعية النقل في مونتريال عن أسماء محطات المترو التي هي في مرحلة البناء الآن والتي هي نتيجة عقود من الوعود . بالفعل بدأ العمل في هذا المشروع الذي سيكون تتمة للخط الأزرق ،  ليصل الى بلدية ANJOU شرق المدينة . جمعية النقل STM ارتأت ان تسمي المحطات الخمس بأسماء نساء رائدات من جهة،  ومن جهة أخرى  تكريما للجاليات الاثنية التي قدمت وضحت لخدمة هذا البلد .
حملت المحطات المعتزم إنشاءها أسماء عدة ،  أغلبها سيدات ناضلن من أجل حقوقهن او أسماء لها رمز سياسي وتاريخي فحملت المحطة الاولى إسم Vertieres وهو إسم معركة دارت بين ثوار "الهاييتي" وبين الجيش الفرنسي أسفرت عن إستقلال الجزيرة وإعلان دولة "هاييتي" في ١٨ نوفمبر ١٨٠٣.
المحطة الثانية حملت إسم Mary-Two-Axe Early وهي سيدة من سكان كندا الاصليين خسرت هويتها وخسرت أرضها وخسرت حقها في الانتخاب لانها تزوجت من غير مجتمعها ( الهندي- الموهاك)  فانتفضت وعملت وناضلت حتى استعادت كل هؤلاء . 
المحطة الثالثة سميت بإسم : Cesira - Parisotto إيطالية الولادة،  كندية-كيبكية الانتماء   عرفت باسم الراهبة : Soeur Anselme Mary  
أسست مدارس ومعاهد ومؤسسات طبية حملت إسم Marie Clarac ما زالت رائدة حتى يومنا هذا .
المحطة الرابعة كرمت Madelaine Parent مادلين بارنت (23 يونيو 1918 - 12 مارس 2012) كانت ناشطة  عمالية كندية ونسائية وعاملة مؤثرة في مجال حقوق السكان الأصليين. تضمنت إنجازاتها  : تأسيس الاتحاد الكندي للنسيج والكيماويات واتحاد النقابات الكندية. بالاضافة الى محطة المترو هذه سمي باسم مادلين بارانت جسر وحديقة عامة وساحة عامة في منطقة Valleyfield . اما المحطة الخامسة فحملت إسم المنطقة التي إنتهى فيها المترو وهي Anjou . 
لم يخلو موضوع الأسماء من الاعتراضات وكذلك الحال في كل تسمية ، سجلت إعتراضات طفيفة على أسماء الأشخاص وأخرى على الانتماء الجاليوى لا سيما ثورة Vertieres في هاييتي حيث قال البعض ما لنا ول استقلال هاييتي في مونتريال .  

أهم الاعتراضات التي نسجلها إن صح لنا الاعتراض والتسجيل هو :  أين الجالية العربية من هذه الأسماء وهذا التكريمات ؟ الم تقدم الثورة الجزائرية ممثلة ب "جميلة بوحيرد " مثلا مليون شهيد من أجل استقلال بلدها عن فرنسا ؟ وللمناسبة تمر المحطة الاولى في عمق حضور الجاليات الجزائرية والمغربية والتونسية  على شارع جان تالون .

الاغتراب اللبناني أيضا  قديم جدا وبرز من النساء مثلا إسم الممرضة هيلين كاتلين مسلم لبنانية - كندية ١٩١٥- ٢٠١٢ خدمت ليتونانت بالجيش الملكي الكندي ، خلال الحرب العالمية الثانية ،  هي أول كندية تحصل على شهادة دكتوراة من جامعة كولومبيا بالاضافة الى عدة اوسمة  تشريفية من جامعات عدة وميداليات من الصليب الاحمر العالمي وتبوأت رئاسة معاهد عدة وآخرها رئيسة " النظام الفيكتوري للممرضات الكنديات" وغيره الا يستحق عملها الانساني التي فنت حياتها به الذكر والتكريم ؟

* الصورتان تم اعدادهما عبر الذكاء الاصطناعي (AI-generated image)