د. علي ضاهر
في رواية منقولة عن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، يسرد فيها تفاصيل محاولة اغتيال تعرَّض لها في 4 نيسان 2012 في مقر إقامته في معراب، يروي "الحكيم"، الخبير، الضليع في السلاح والرصاص والعيارات على اختلاف أنواعها، إن قنَّاصًا محترفًا أطلق عليه رصاصتين من عيار 12.7 ملم. ويضيف، بثقة الخبير المجرب، إن محاولة الاغتيال نُفّذت بوسائل متطورة. ثم، وبعد أن ارتسمت على وجهه مسحة إيمان عميق، تابع قائلاً بلهجته الخاصة: "إلّا إنو، اكيد اكيد اكيد، في إيد مباركة، وخرزة زرقة، هدية من حبيب، معلّقة حدّ القلب، وصوت ما منعرف من وين طالع، وابتهالات وتضرّعات من رجال مؤمنين، على شاكلة ثوّار الأرز ومن كل الثورات الملوّنة اللي إجت من بعدهن، ومع إيماني العميق... كلّن اجتمعوا وخلّوني إنحني لقطف وردة حمرا طلعت قدامي فجأة، وهيدا الشي هوّي اللي خلّصني، وخلّص معراب وأهلا، ولبنان وشعبو، والبشرية كلّها، والثورات اللي اجت بعد ثورة الأرز و يللي ما رح تهدا طالما في حدا واقف مادّيًّا، وراها!"
وفي رواية موازية، قريبة الصلة بحادثة الحكيم، يُروى عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه قال، بلهجة سعودية، في معرض رده على سؤال صحفي حول سعيه لمضاعفة قوة المملكة العسكرية: "أبغي بقوة اقتناء قنبلة ذرية" ثم أردف: "قاعد أشتغل هالشي بكل طاقتي، وناوي أحققه إن شاء الله، بص والله خايف تنصيبها بالعين وتخرب علينا كل شي"! لذا، ولدرء هذا الخطر، وبعد ان سمع بقدرة الحكيم على التنبؤ بالأحداث، اتصل الأمير به، نظرًا للعلاقة التمويلية الوثيقة التي تربطهما، ولخبرة الأخير بالماورائيات آملاً أن يساعده، لا سيما وأن "الحكيم" قد أضاف الى مخزونه العلمي علمًا جديدًا إلى جانب علوم العسكر، فقد أصبح ضليعًا بعلم استشعار القادم من الأحداث بعد ان ادّعى انكشاف الحجاب عنه، وصار ملمًّا بفنون الانحناء، ولا سيما أن انحناءته الشهيرة لالتقاط تلك الوردة انقذته من الأسوأ.
هذا وتروي مصادر قريبة من الجهتين السعودية واللبنانية إن اتصالا جرى بين الاثنين نصح فيه جعجع ابن سلمان وقال له: "يا صاحب السمو الملكي، تي تردّ الحسد عن قنبلتك، بنصحك تزيّنا بخرزة زرقة او وردة، متل ما بعمل أنا، كرمال ما تنفجر بوجهك. وبنصحك كمان بالبخور، وصبّ الرصاص، هيدي الإشيا مجرّبة وفعّالة عالآخر، لأنو يا خيي، العناية بالقنابل غير عن تربية الجمال والنوق! كما وبما إنك استغنيت عن جماعة المطوّعين وقت قرّرت تبيّض وجهك قدّام صحابك، رجاع شغلنه وكلفهن يعملوا تمائم لشنشلة القنبلة، تيحموها من العين ويرودو عنها الحسد ويمنعو عنها، بدون ما قللك، خربطة يللي بيعملو الصيانة. وزِد عليهم كفّ، وحدوة حصان، وحجاب، وعين مرسومة، لكن لا تنسى تعليق صرماية حدّ الصاعق... فكل ما كترت من هالإشيا، كل ما كانت النتيجة أضمن، حتى لو انه تعليق بعضها يعتبره الناس شرك"! الجملة الأخيرة اغضبت ابن سلمان كونها تتهمه بالشرك وهو الطامح لتبوء مركز "خادم الحرمين الشريفين"، فقال: "يعني بالله عليك يا سمير، اللي تسويه إنت واللي سويته بكل تاريخك، تظنّه عمل إيماني! اعمالك يا رجل ما تنقال، أعوذ بالله، ألعن من الشرك!" وأردف بنبرة حادة: "ترى، يا سمير، اسمع كويس، الكلام له تبعات، لا يجيك شي ما تحسب له حساب!"
لكن بعد تفكير وتمحيص واستشارات ومداولات، اختلى ابن سلمان بنفسه، وقرّر أن اقتناء قنبلة ذرية سعودية خاصة هو مشروع معقّد وصعب، فصرف النظر عنه وفكر بينه وبين نفسه: "أنا وش لي بوجع الراس وبصداع التصنيع! التصنيع، يا رجال خلّه لأهل الهواية! أسوي زي كل مرة، أستأجر وحدة جاهزة، ألقط لي حبة باكستانية حاضرة، تكفي وتوفي وتسدّ الحاجة!"
167 مشاهدة
19 سبتمبر, 2025
170 مشاهدة
15 سبتمبر, 2025
126 مشاهدة
15 سبتمبر, 2025