كشف تقرير حديث صادر عن معهد فريزر أن مستوى التبرعات الخيرية في كندا شهد تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، رغم استمرار روح العطاء لدى عدد كبير من الكنديين، لا سيما في مقاطعة مانيتوبا التي تصدّرت البلاد من حيث نسبة المتبرعين. واعتمد التقرير على تحليل إقرارات ضريبية لقياس حجم التبرعات الخاصة المقدمة إلى المؤسسات والجمعيات الخيرية، ضمن مؤشر سنوي يُعرف بـ«مؤشر السخاء». وأظهرت النتائج أن مانيتوبا جاءت في المرتبة الأولى، إذ صرّح نحو 18.7% من دافعي الضرائب فيها بتقديم تبرعات خلال عام 2023. وبفارق محدود، حلّت مقاطعة نيوبرنزويك في المرتبة الأخيرة بنسبة 14.4% من المصرّحين بالتبرع، فيما جاءت كيبيك في المرتبة الثالثة بعد أونتاريو، حيث أفاد 17.1% من سكان المقاطعة بتقديم تبرعات في إقراراتهم الضريبية.

ولم تكتفِ مانيتوبا بتصدر قائمة عدد المتبرعين، بل جاءت أيضًا في المرتبة الأولى من حيث قيمة التبرعات كنسبة من الدخل الإجمالي، والتي بلغت 0.71%. في المقابل، حلّت كل من كيبيك ونيوفاوندلاند ولابرادور في ذيل الترتيب بنسبة 0.27% فقط. وأشار التقرير إلى تراجع عام في التبرعات الخيرية على مستوى البلاد، إذ انخفضت نسبة دافعي الضرائب الذين قدموا تبرعات من أكثر من 20% عام 2013 إلى نحو 17% بعد عشر سنوات. كما تراجعت قيمة التبرعات كنسبة من الدخل من 0.55% إلى 0.52% خلال الفترة نفسها. وجاء في التقرير أن “اللافت في هذه الاتجاهات هو أن حجم التبرعات الخيرية انخفض في جميع المقاطعات والأقاليم الكندية دون استثناء”.وكشف التقرير أن متوسط قيمة التبرعات الفردية كان الأعلى في مقاطعة ألبرتا، حيث بلغ 3622 دولارًا للفرد. أما في كيبيك، فقد بلغ متوسط التبرعات 1194 دولارًا فقط، وهو أقل بكثير من المتوسط الوطني البالغ 2532 دولارًا. ويعتمد مؤشر السخاء على نسبة الدخل المخصصة للتبرعات، إضافة إلى نسبة دافعي الضرائب الذين صرّحوا بتقديم تبرعات، وليس على القيمة المطلقة للمبالغ المتبرع بها.وقارن التقرير بين مستوى العطاء في كندا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الأميركيين أكثر سخاءً منذ عقود. ففي عام 2022، قدّم الأميركيون تبرعات تعادل 1.03% من دخلهم الإجمالي، مقابل 0.50% فقط في كندا.وأوضح التقرير أن هذا الفارق قد يعود إلى عدة عوامل، من بينها مستوى الدخل، وكلفة التبرع بعد الضرائب، والتركيبة العمرية، ومستويات التعليم، والانتماء الديني، إضافة إلى انتشار ثقافة العمل التطوعي في الولايات المتحدة.