Sadaonline

لبنان بين المطرقة و السندان

الخطر القادم إلى لبنان لن يرحم احدا

د. بلال العاملي ـ مونتريال

لبنان في خطر و جودي بين مطرقة إسرائيل و سندان الإرهاب التكفيري القادم من الشمال. فالجو السياسي و الأمني في لبنان يوحي بأننا على فوهة بركان. كان البركان خامداً، و كانت نار الفتنة تحت الرماد ، فأيقظها توم باراك، عرّاب السياسة الصهيو-أمريكية. وصب الزيت عليها التكفيريون أصحاب الرؤوس الحامية في سوريا. فبعد مجازر العلويين في الساحل السوري، و الدروز في السويداء، جاء دور الأكراد في الشمال السوري، الذين طلبوا الحماية من الولايات المتحدة، لكن ترامب صرف النظر عما يحدث في المنطقة بأسرها، بسبب وضعه المأزوم داخل الولايات المتحدة على أثر نشر فيديوهات فاضحة له مع قاصرات، قد تطيحه من سدة الرئاسة، أو على الأقل قد يسلم عنان سياسته الخارجية إلى نتنياهو، و ينصاع إليه كلياً، مقابل صرف النظر عن فضائحه الجنسية، التي قام الموساد بتدوينها، صوت و صورة، عندما كان ترامب يتردد عل جزيرة الدعارة و المجون التي كان يديرها  جيفري أبستين بأوامر من الموساد الإسرائيلي.

 لقد أعطى ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو لتفتيت سوريا، و لبنان، و العراق، تمهيداً لتحقيق حلم الصهاينة بإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل. فالمرحلة الأولى للمشروع الصهيوني في سوريا هو شبه مكتمل. و في المرحلة الثانية ستكون من حصة لبنان، الحلقة الأضعف في الاستهداف الصهيوني، نظراً لضعف الدولة اللبنانية و جيشها، و استنزاف المقاومة في حرب الإسناد لغزة، و الانقسام العامودي بين أعداء الحلف الصهيو-أمريكي و أصدقاء ذلك الحلف المتماهين لأبعد الحدود مع المشروع الصهيوني، علماً بان الخطر التكفيري القادم إلى لبنان لن يرحم المسيحيين، و لا حتى المسلمين السنة الغير محسوبين على التيار السلفي التكفيري. للأسف لم يوقظ تفجير كنيسة مار الياس في سوريا الذي حصل في 22 حزيران الماضي ضمير بعض الأحزاب المسيحية اليمينية في لبنان المنبطحين للهيمنة الأمريكية للبنان، و الذين يقتاتون على فتات موائد دول الخليج العربي.

هل نسي هؤلاء المسيحيون السياديون إقتراح كيسنغر، وزير الخارجية الأمريكي في عهد نيكسون، للرئيس سليمان فرنجية الجد أثناء الحرب الأهلية في لبنان عامي 1975-1976، حين أرسل موفده دين بروان مع مقترح بترحيل مسيحيي لبنان إلى كندا على متن بواخر أمريكية معززين مكرمين و استبدالهم بالفلسطينيين كحل للقضية الفلسطينية!!! فقد سخر فرنجية من ذلك الإقتراح ونعت كسينجر بـ"السيء الذكر".

عندما يلّوح توم باراك بضم لبنان إلى سوريا تحت حكم الجولاني و أنصاره التكفيريين من الإيغوز و التتار و الشيشان، ألا يعني ذلك تحدياً لمسيحيي لبنان السياديين قبل غيرهم من أبناء الوطن.

أقولها بصراحة و بالفم الملآن أن ترامب المتماهي مع المشروع الصهيوني لأبعد الحدود لا مانع لديه من تهجير المسيحيين و الشيعة معاً و استبدالهم بفلسطينيي غزة و الضفة الغربية.

 لذلك أناشد اللبنانيين الشرفاء في لبنان وفي بلاد الاغتراب،من مسيحيين و مسلمين، الغيورين على مصلحة لبنان وبقائه أن لا يقعوا في الفخ الذي تنصبه السياسة الصهيو-أمريكية للبنان، لأن الخطر الوجودي للبنان يهدد كافة الطوائف و المذاهب. فلا يظنن أحد أن الهدف فقط هو القضاء على الشيعة و تهجيرهم من لبنان، بل سيأتي دور الباقين عاجلاً أم آجلاً. و كما يقول المثل الشائع: "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" .