وليد حديد - مونتريال
هذا ليس مجرد كلمات تُقرأ، بل هو صرخة أرواح لا تُسكت، ورسالة من قلب جريح لا يزال ينبض بالحياة. أنا لا أكتب عن غزة، بل أكتب من غزة. من تلك البقعة من الأرض التي تحولت من مجرد مكان محاصر إلى مدرسة عالمية في الصمود والحرية والكرامة. من خلال هذه السطور، اسمحوا لنا أن نأخذكم في جولة داخل عقولنا وقلوبنا، لنريكم كيف نحول الألم إلى وقود، والقيود إلى تحدٍ، والأمل إلى واقع نعيشه كل لحظة.
غزة اليوم لا تلهم العالم فحسب، بل تفرض عليه تعريفات جديدة للسلام والاحتلال والمقاومة والإرهاب. غزة تغير التاريخ، لا بالدبابات والطائرات، بل بطفل يبتسم تحت الأنقاض، وبامرأة تخبز الخبز على رماد بيتها، وبشاعر يكتب القصيدة على جدار مقصف.
الحقيقة المخبأة: من يحتل من؟
يتصور العالم أن إسرائيل تحتل غزة، وهذه هي الحقيقة الجغرافية الظاهرة. لكن الحقيقة الأعمق، التي ندركها نحن هنا كل يوم، هي مختلفة تمامًا: إسرائيل تحتل العالم، إلا شعب غزة.
هي تحتل عقول وضمائر الكثيرين عبر إعلام يُشوّه الحقائق، وسياسة تبرر القتل، وثقافة تسكت على الظلم. لكنها فشلت، وستفشل دائماً، في احتلال عقولنا وضمائرنا. نحن الشعب الوحيد الذي ظل حراً في تفكيره، حراً في إيمانه، حراً في رفضه للقبول بالواقع المفروض عليه. الحصار ليس فقط جدراناً من الإسمنت والفولاذ، بل هو حصار للعقل يهدف إلى ترويضك. لكنه في غزة تحول إلى امتحان يومي للإرادة، ففشل في إطفاء ألوان الحياة في قلوبنا، ولم ينجح في كسر عزيمتنا. كل ابتسامة هنا هي ثورة، وكل كلمة حرة هي مقاومة.
فن الصمود: ممارسة يومية لا شعار
الصمود في غزة ليس كلمة تُردد في الخطب، بل هو ممارسة يومية تفصح عن نفسها في تفاصيل الحياة الصغيرة. هو الأب الذي يبحث عن قوت يومه ليعود به لأطفاله، وهو المعلم الذي يكمل درسه عبر شاشة الهاتف مع انقطاع الكهرباء، وهو الطفل الذي يرسم علم فلسطين على بقايا جدار مدمّر.
في أسواقنا الضيقة وشوارعنا المزدحمة، حيث تختلط أصوات البائعين بجوع الأطفال، تجدون أصدق تجسيد للحياة التي ترفض الموت. الصمود هنا يعني أن تحوّل كل خوف إلى قوة، وكل فقدان إلى ذكرى تزيدك إصراراً. إنه مقاومة بلا سلاح، لكنها أقوى من أي قوة مادية، لأنها قوة الروح التي ترفض الاستسلام.
الأصوات التي لا يُمكن إسكاتها
في عالمٍ يُصرّ على صم أذانه عن أنين تحت الركام ، فرضنا نحن أهل غزة لغتنا الخاصة، لغة لا تحتاج إلى مذياع أو قناة تلفزيونية، بل تُكتَب بالدم وتُقرأ بالروح. حين تسقط قذيفة، أو تمزق سماءنا طائرة مسيّرة، لا يجد الشاعر أمامه سوى شجرة زيتون شلعت أغصانها ليحفر على جذعها قصيدته أو ليكتبها بحبر القلب. لا يجد الفنان سوى أن يخلط ألوانه بألم الجراح ليرسم لوحة البقاء. أما الموسيقي، الذي فلا يجد لحنه العميق إلا في أصوات التكبير يفجر رصاصة في صدر العو التي تحولها إرادته إلى إيقاع صمود، أو في ذلك الصوت الخافت الذي يطلقه مقاومٌ قبل أن يصيب دبابة ميركاڤا، فيتحول إلى نغمة نصر.
كل قصيدة، وكل لوحة، وكل نغمة، ليست فناً من أجل الفن، بل هي شهادة ميلاد جديدة في وجه الموت. إنها إعلان وجود يصدر من رحم الخراب، ورسالة واضحة للعالم لا يمكن إسكاتها: نحن هنا. نحن باقون. وتاريخنا الذي تكتبه الآن دماؤنا وصمودنا، لن يُمحى أبداً.
الأمل: شريان الحياة الأخير
قد يظن البعض أن الأمل في غزة مات تحت أكوام الركام. لكنهم مخطئون. الأمل هنا اعظم وأكبر من خساسة بعض البشر الأمل يتولد من مصباح الحق والقضية وليس مجرد شعور، حتى الموت اصبح إيمان وكانّه مشروع يومي. هو الطالب الذي ما زال يحلم بالعلم من اجل بلاده غدا. ان تدمير المدارس يعطيه حلما اكبر بان يصبح مهندسا أو عالما. انه يرى في ارضه المخطات بالرماد حقل زيوت أو حقل برتقا. يذاكر ليلته على ضوء هاتفه أملاً في شهادة تغير مستقبله، وهي الفلاحة التي تزرع بذرة في أرضها الصغيرة أملاً في حصاد قادم، وهو الطفل الذي يبني قلعه من الرمال أملاً في غدٍ آمن.
الأمل هو وقودنا الذي لا ينفد. هو الذي يمنحنا القوة لنستيقظ كل صباح ونواجه حصاراً وقصفاً وحياة صعبة. نحن لا ننتظر الفرج، بل نصنعه بأيدينا وبإيماننا وصمودنا.
خاتمة: نحن أكثر مما ترون
في النهاية، رسالتنا للعالم هي أن غزة ليست مجرد أرقام في نشرات الأخبار، ولا صور دمار على شاشات التلفاز. غزة هي الإنسان الذي يرفض أن يُمسخ إلى مجرد ضحية. هي الكرامة التي لا تُقهر، والهوية التي لا تُمحى، والروح التي لا تُستعبد.
كل كلمة في هذا النص هي صدى لملايين الكلمات التي تُقال في بيوتنا ومساجدنا وشوارعنا كل يوم. نحن موجودون، نحن باقون، وكرامتنا هي خطنا الأحمر الذي لن نسمح لأحد بتجاوزه. تابعوا أخبارنا، شاهدوا صورنا، ولكن تذكروا دائماً أن هناك روحاً حية وقصة صمود لا تزال تُكتب وراء كل صورة.
هذا ليس مجرد كلمات تُقرأ، بل هو صرخة أرواح لا تُسكت، ورسالة من قلب جريح لا يزال ينبض بالحياة. أنا لا أكتب عن غزة، بل أكتب من غزة. من تلك البقعة من الأرض التي تحولت من مجرد مكان محاصر إلى مدرسة عالمية في الصمود والحرية والكرامة. من خلال هذه السطور، اسمحوا لنا أن نأخذكم في جولة داخل عقولنا وقلوبنا، لنريكم كيف نحول الألم إلى وقود، والقيود إلى تحدٍ، والأمل إلى واقع نعيشه كل لحظة.
غزة اليوم لا تلهم العالم فحسب، بل تفرض عليه تعريفات جديدة للسلام والاحتلال والمقاومة والإرهاب. غزة تغير التاريخ، لا بالدبابات والطائرات، بل بطفل يبتسم تحت الأنقاض، وبامرأة تخبز الخبز على رماد بيتها، وبشاعر يكتب القصيدة على جدار مقصف.
الحقيقة المخبأة: من يحتل من؟
يتصور العالم أن إسرائيل تحتل غزة، وهذه هي الحقيقة الجغرافية الظاهرة. لكن الحقيقة الأعمق، التي ندركها نحن هنا كل يوم، هي مختلفة تمامًا: إسرائيل تحتل العالم، إلا شعب غزة.
هي تحتل عقول وضمائر الكثيرين عبر إعلام يُشوّه الحقائق، وسياسة تبرر القتل، وثقافة تسكت على الظلم. لكنها فشلت، وستفشل دائماً، في احتلال عقولنا وضمائرنا. نحن الشعب الوحيد الذي ظل حراً في تفكيره، حراً في إيمانه، حراً في رفضه للقبول بالواقع المفروض عليه. الحصار ليس فقط جدراناً من الإسمنت والفولاذ، بل هو حصار للعقل يهدف إلى ترويضك. لكنه في غزة تحول إلى امتحان يومي للإرادة، ففشل في إطفاء ألوان الحياة في قلوبنا، ولم ينجح في كسر عزيمتنا. كل ابتسامة هنا هي ثورة، وكل كلمة حرة هي مقاومة.
فن الصمود: ممارسة يومية لا شعار
الصمود في غزة ليس كلمة تُردد في الخطب، بل هو ممارسة يومية تفصح عن نفسها في تفاصيل الحياة الصغيرة. هو الأب الذي يبحث عن قوت يومه ليعود به لأطفاله، وهو المعلم الذي يكمل درسه عبر شاشة الهاتف مع انقطاع الكهرباء، وهو الطفل الذي يرسم علم فلسطين على بقايا جدار مدمّر.
في أسواقنا الضيقة وشوارعنا المزدحمة، حيث تختلط أصوات البائعين بجوع الأطفال، تجدون أصدق تجسيد للحياة التي ترفض الموت. الصمود هنا يعني أن تحوّل كل خوف إلى قوة، وكل فقدان إلى ذكرى تزيدك إصراراً. إنه مقاومة بلا سلاح، لكنها أقوى من أي قوة مادية، لأنها قوة الروح التي ترفض الاستسلام.
الأصوات التي لا يُمكن إسكاتها
في عالمٍ يُصرّ على صم أذانه عن أنين تحت الركام ، فرضنا نحن أهل غزة لغتنا الخاصة، لغة لا تحتاج إلى مذياع أو قناة تلفزيونية، بل تُكتَب بالدم وتُقرأ بالروح. حين تسقط قذيفة، أو تمزق سماءنا طائرة مسيّرة، لا يجد الشاعر أمامه سوى شجرة زيتون شلعت أغصانها ليحفر على جذعها قصيدته أو ليكتبها بحبر القلب. لا يجد الفنان سوى أن يخلط ألوانه بألم الجراح ليرسم لوحة البقاء. أما الموسيقي، الذي فلا يجد لحنه العميق إلا في أصوات التكبير يفجر رصاصة في صدر العو التي تحولها إرادته إلى إيقاع صمود، أو في ذلك الصوت الخافت الذي يطلقه مقاومٌ قبل أن يصيب دبابة ميركاڤا، فيتحول إلى نغمة نصر.
كل قصيدة، وكل لوحة، وكل نغمة، ليست فناً من أجل الفن، بل هي شهادة ميلاد جديدة في وجه الموت. إنها إعلان وجود يصدر من رحم الخراب، ورسالة واضحة للعالم لا يمكن إسكاتها: نحن هنا. نحن باقون. وتاريخنا الذي تكتبه الآن دماؤنا وصمودنا، لن يُمحى أبداً.
الأمل: شريان الحياة الأخير
قد يظن البعض أن الأمل في غزة مات تحت أكوام الركام. لكنهم مخطئون. الأمل هنا اعظم وأكبر من خساسة بعض البشر الأمل يتولد من مصباح الحق والقضية وليس مجرد شعور، حتى الموت اصبح إيمان وكانّه مشروع يومي. هو الطالب الذي ما زال يحلم بالعلم من اجل بلاده غدا. ان تدمير المدارس يعطيه حلما اكبر بان يصبح مهندسا أو عالما. انه يرى في ارضه المخطات بالرماد حقل زيوت أو حقل برتقا. يذاكر ليلته على ضوء هاتفه أملاً في شهادة تغير مستقبله، وهي الفلاحة التي تزرع بذرة في أرضها الصغيرة أملاً في حصاد قادم، وهو الطفل الذي يبني قلعه من الرمال أملاً في غدٍ آمن.
الأمل هو وقودنا الذي لا ينفد. هو الذي يمنحنا القوة لنستيقظ كل صباح ونواجه حصاراً وقصفاً وحياة صعبة. نحن لا ننتظر الفرج، بل نصنعه بأيدينا وبإيماننا وصمودنا.
خاتمة: نحن أكثر مما ترون
في النهاية، رسالتنا للعالم هي أن غزة ليست مجرد أرقام في نشرات الأخبار، ولا صور دمار على شاشات التلفاز. غزة هي الإنسان الذي يرفض أن يُمسخ إلى مجرد ضحية. هي الكرامة التي لا تُقهر، والهوية التي لا تُمحى، والروح التي لا تُستعبد.
كل كلمة في هذا النص هي صدى لملايين الكلمات التي تُقال في بيوتنا ومساجدنا وشوارعنا كل يوم. نحن موجودون، نحن باقون، وكرامتنا هي خطنا الأحمر الذي لن نسمح لأحد بتجاوزه. تابعوا أخبارنا، شاهدوا صورنا، ولكن تذكروا دائماً أن هناك روحاً حية وقصة صمود لا تزال تُكتب وراء كل صورة.
87 مشاهدة
13 أكتوبر, 2025
127 مشاهدة
12 أكتوبر, 2025
94 مشاهدة
12 أكتوبر, 2025