روت الممرضة الكندية جاك لاتور، المتطوعة مع منظمة "أطباء بلا حدود"، تجربتها المؤلمة خلال مهمتها الأخيرة في قطاع غزة، مؤكدة أن ما شاهدته هناك من دمار ومعاناة إنسانية "يتجاوز كل ما عرفته في مناطق النزاع الأخرى".
وقالت لاتور في مقابلة مع صحيفة La Presse، بعد عودتها إلى كندا، إن الأوضاع في غزة مأساوية إلى درجة يصعب تصديقها، ووصفتها بأنها "كارثة من صنع الإنسان"، مضيفة: "عملت في تشاد وهايتي، ورأيت العنف والفقر والمجاعة، لكن ما يحدث في غزة مختلف تمامًا". وأشارت الممرضة، التي وصلت إلى القطاع في يونيو وغادرته في أوائل أغسطس، إلى أن الأوضاع تدهورت بشكل مذهل خلال الشهرين فقط. "لا يوجد وقود، لا زيت للطهي، لا لحوم، والمياه نادرة جدًا. حتى المعايير الدنيا لتوزيع المياه في مخيمات اللاجئين لم تعد تُحترم". كما لفتت إلى أن سكان غزة، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، يواجهون يوميًا سؤالين مصيريين: "كيف سنجد طعامًا وماءً؟ وهل سنبقى على قيد الحياة؟".
وأوضحت لاتور أن القوات الإسرائيلية تستهدف المدنيين والبنية التحتية الطبية بشكل مباشر، مؤكدة أن العشرات من العاملين الإنسانيين، ومعظمهم من الفلسطينيين، لقوا مصرعهم. وأضافت: "يطلبون من المنظمات تسليم قوائم الموظفين، وهو ما نرفضه تمامًا لأن ذلك يجعلهم أهدافًا مباشرة".
وتابعت بغضب: "نرى الجرافات تهدم المنازل، لكن لا أحد يزيل الأنقاض للبحث عن الجثث. هذا وحده جريمة حرب". وأشارت إلى أن الحصيلة المعلنة التي تفيد بمقتل نحو 62 ألف فلسطيني "أقل بكثير من الواقع الحقيقي". وأعربت لاتور عن شعورها بالعجز والغضب قائلة: "القوانين الإنسانية التي اعتقدنا أنها ثابتة لم تعد تُحترم. وحتى موظفو منظمة الصحة العالمية تم تقييدهم وتجريدهم من ملابسهم خلال غارة إسرائيلية الشهر الماضي". ورغم الخطر والضغط النفسي، أكدت الممرضة الكندية عزمها العودة للعمل في غزة، قائلة: "أنا أعود لأجل الفلسطينيين، لأخبرهم أن هناك من لم يتخلَّ عنهم، حتى إن تخلى عنهم العالم".
74 مشاهدة
21 أغسطس, 2025
38 مشاهدة
21 أغسطس, 2025
48 مشاهدة
21 أغسطس, 2025