شهدت الانتخابات العامة الـ45 في كندا تغييرات كبيرة في تركيبة مجلس العموم.
وقد كشفت هذه الانتخابات التاريخية عن تحوّل واضح إلى سباق ثنائي بين الليبراليين والمحافظين، وانهيار كبير في دعم الحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، بالإضافة إلى خسائر كبيرة لعدد من النواب الحاليين.
فيما يلي خمس ملاحظات رئيسية من انتخابات يوم الإثنين بحسب تقرير لقناة سي بي سي :
1. النتائج النهائية لا تزال غير واضحة
سيتولى زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني تشكيل الحكومة، لكن ما إذا كانت ستكون حكومة أقلية أم أغلبية لا يزال غير محسوم.
حتى وقت كتابة هذه السطور، كان الليبراليون قد فازوا أو يتقدمون في 167 مقعدًا — أي أقل بخمسة مقاعد فقط من الأغلبية التي تتطلب 172 مقعدًا.
وقد كانت هناك أكثر من عشرة مقاعد لم يُحسم أمرها بعد عندما أعلنت هيئة الانتخابات الكندية إيقاف الفرز بعد الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت شرق كندا. لا تزال إمكانية تشكيل حكومة أغلبية قائمة إذا مالت النتائج النهائية لصالح الليبراليين.
2. انهيار الـNDP وبروز سباق ثنائي
من المرجح أن تكون المسالة الرئيسية في انتخابات عام 2025 هي بروز صراع ثنائي مباشر بين الليبراليين والمحافظين.
ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى الانهيار الحاد في دعم الحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، وبدرجة أقل، إلى التراجع في أداء كتلة كيبيك (Bloc Québécois).
بعد منتصف الليل في توقيت كولومبيا البريطانية، أعلن زعيم الـNDP جاغميت سينغ استقالته، بعد أن فقد الحزب وضعه الرسمي في مجلس العموم، وخسر سينغ مقعده أيضًا.
وقد استفاد الليبراليون والمحافظون على حد سواء من هذا التراجع.
فقد فاز المحافظون بعدد من المقاعد التي كانت تُعد معاقل تقليدية للـNDP، خاصة في الدوائر العمالية مثل "وِيندسور ويست" في أونتاريو و"إلموود-ترانسكونا" في مانيتوبا.
من جهة أخرى، حصل الليبراليون على بعض مقاعد الـNDP في كولومبيا البريطانية. كما انعكس تراجع الـNDP في بعض الدوائر التي احتفظ بها الليبراليون. فعلى سبيل المثال، في دائرة "هاليفاكس" التي كان الـNDP يفوز بها أو يحتل المركز الثاني فيها منذ عام 2004، جاء في المركز الثالث هذه المرة.
كذلك، انتزع الليبراليون مقاعد من كتلة كيبيك، لا سيما في منطقة الساحل الجنوبي لمونتريال، ما ساعدهم على تعويض بعض الخسائر في أماكن أخرى مثل أونتاريو.
3. زعيمان بدون مقاعد؟
بالإضافة إلى خسارة سينغ لمقعده في كولومبيا البريطانية، كان زعيم المحافظين بيير بوالييفر متأخرًا أيضًا في دائرته "كارلتون" في منطقة أوتاوا، بفارق أكثر من 3,000 صوت عن المرشح الليبرالي بروس فانجوي، وهي دائرة مثلها منذ عام 2004.
بينما استقال سينغ، أشار بوالييفر إلى أنه يعتزم البقاء في زعامة الحزب.
وقال:
"سيكون من دواعي شرفي أن أواصل النضال من أجلكم وأن أكون صوتًا لقضيتكم في المستقبل."
قرار الاستقالة أو البقاء لدى الزعيمين يرجع على الأرجح إلى عدد المقاعد. فقد خسر الـNDP مكانته كحزب رسمي في البرلمان، في حين زاد المحافظون عدد مقاعدهم بنحو عشرين مقعدًا، وحققوا أيضًا تقدمًا في نسبة التصويت الشعبي.
4. أداء قوي للمحافظين في أونتاريو
رغم أنهم لم يفوزوا بالحكم، فإن المحافظين تفوقوا على توقعات استطلاعات الرأي، خاصة في أونتاريو الغنية بالمقاعد.
قبل الانتخابات، كانت استطلاعات قناة سي بي سي تشير إلى أن المحافظين يحصلون على متوسط 41٪ من الدعم في أونتاريو. لكن نتائج التصويت تشير إلى أنهم حصلوا على ما يقرب من 45٪ من الأصوات.
من حيث عدد المقاعد، تمكن الحزب من انتزاع عدة دوائر انتخابية من الليبراليين والـNDP.
حقق حزب بوالييفر اختراقًا في منطقة "905" المحيطة بتورنتو، حيث فاز في دوائر مثل "ريتشموند هيل"، "فان"، "برامتون"، و"يورك"، كما حصل على مقاعد من الـNDP في ويندسور ولندن.
5. توتر بين المحافظين الفيدراليين والإقليميين
في أونتاريو، برزت التوترات بين المحافظين الفيدراليين ونظرائهم الإقليميين بشكل علني قبل الانتخابات.
أحد أبرز مستشاري رئيس حكومة أونتاريو، دوغ فورد — كوري تينيك — انتقد علنًا حملة المحافظين الفيدراليين، متهمًا إياها بالفشل في معالجة قضية الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
ودعم فورد هذه الانتقادات، وقال للصحفيين:
"أحيانًا الحقيقة تؤلم."
وبعد أن بدأت النتائج تشير إلى أداء قوي للمحافظين مساء الإثنين، خاصة في أونتاريو، أطلق أحد مرشحي الحزب، جميل جفاني، هجومًا لاذعًا على فورد في مقابلة مع CBC بعد فوزه بمقعد "بومانفيل-أوشاوا نورث".
قال جفاني:
"أعتقد أن دوغ فورد يمثل مشكلة لأونتاريو ولكندا."
وأضاف:
"يقال إنه عبقري سياسي لأنه هزم بوني كرومبي وستيفن ديل دوكا؟ والآن علينا أن نجلس ونتلقى نصائح منه؟ لقد حول المحافظين الإقليميين إلى شيء فارغ."
ووصف جفاني فورد بـ"الانتهازي" وقال إن من حوله "بلطجية". وقد قوبلت تصريحاته بتصفيق حار عندما عرضت في مقر الحزب في أوتاوا.
ولم تقتصر التوترات على أونتاريو، بل امتدت أيضًا إلى نوفا سكوشا، حيث غاب رئيس الوزراء الإقليمي تيم هيوستن بشكل ملحوظ عن تجمع انتخابي نظمه بويليفر الأسبوع الماضي في ترينتون.
* الصورة من صفحة كارني عبر الفيسبك
300 مشاهدة
29 أبريل, 2025
98 مشاهدة
29 أبريل, 2025
48 مشاهدة
29 أبريل, 2025