Sadaonline

بلدية مونتريال والمنتدى الاسلامي الكندي يحيون ذكرى مجزرة كيبيك: الكفاح ضد العنصرية والتمييز المنهجي وكراهية الإسلام

بلانت : "يجب ألا ننسى أبدًا مواطنينا الذين فقدوا حياتهم في كيبيك في مكان للصلاة، من أجل سبب وحيد، لكونهم مسلمين. لهذا السبب قُتلوا"


دارين حوماني ـ مونتريال

أحيت بلدية مونتريال والمنتدى الاسلامي الكندي يوم أمس في 29 كانون الأول/ يناير الذكرى الثامنة لمجزرة المسجد الكبير في كيبيك والتي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص هم خالد بلقاسمي، عز الدين سفيان، أبو بكر الثابتي، الأخوان مامادو وإبراهيما باري، وعبد الكريم حسان، إضافة إلى 17 مصابًا، وذلك بحضور عمدة بلدية مونتريال فاليري بلانت ورئيس المنتدى الإسلامي سامر مجذوب، ورئيس المعارضة الرسمية وعضو بلدية مونتريال عارف سالم، وكانت لهم كلمات في المناسبة، إضافة إلى كلمة لطلاب من ثانوية المعرفة École Le Savoir في مونتريال. وكان من بين الحضور ممثل دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ سعيد فواز والشيخ عمران شريف وشخصيات سياسية وإعلامية وتربوية.

كلمات بالمناسبة

فاليري بلانت:هذا الحدث يذكّرنا بالضبط إلى أين يمكن أن تؤدي الكراهية وما الذي يجب علينا تجنّبه تمامًا في مجتمعاتنا

عبّرت فاليري بلانت عن أهمية الاجتماع حول استذكار هذا الحدث في مثل هذا اليوم من كل عام "نلتقي اليوم هذا المساء، تخليدًا لذكرى ضحايا الهجوم المروّع على مسجد الإسلام الكبير في كيبيك، الذي وقع في 29 كانون الثاني/ يناير 2017"، وقالت بأنه "حدث محزن للغاية"، كما عبّرت عن سعادتها للالتقاء بين الجميع داخل بلدية مونتريال "هذا يُظهر بوضوح أن الحياة مستمرة وستكون أفضل بكثير، وأنه يجب علينا أن نستمر بالابتسام للحياة"، وقالت بلانت أنها سعيدة لكون الجميع هنا متفق على نفس الأفكار.  

وأضافت بلانت "ما زلنا نشعر بنفس الفزع عندما نتعمق في هذا الحدث، كيف حدث ذلك؟ تأثير الصدمة علينا كبير أنه حدث داخل مجتمعنا بكيبيك"، وأضافت "يجب ألا ننسى أبدًا مواطنينا الذين فقدوا حياتهم في كيبيك في مكان للصلاة، من أجل سبب وحيد، لكونهم مسلمين. لهذا السبب قُتلوا".

وعدّدت بلانت أسماء الضحايا بحزن وقالت "نتعرف على أنفسنا في ذكرى الضحايا المقتولين"، واستذكرت الناجي أيمن الدربالي وقالت "من الواضح أنه سيظل مميزًا بالنسبة لنا مدى الحياة بما رآه وبما عاشه".

وأكّدت بلانت "نفكر في جميع العائلات العزيزة علينا، وأولئك الذين عرفوا ضحايا الأصدقاء، والمجتمع، وعلى نطاق أوسع، في جميع الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب في نفس الوقت".

وقالت بلانت بأن مدينة مونتريال تُعرب كل عام في 29 يناير/ كانون الثاني عن تضامنها مع كافة الجاليات الإسلامية "تعمل مدينة مونتريال كل يوم للقضاء على الأحكام المسبقة ونواصل الكفاح ضد العنصرية والتمييز المنهجي وكراهية الإسلام وجميع أشكال العنف".

وأشارت بلانت إلى أن مونتريال مدينة كوزموبوليتانية وفخورة بالمجتمعات المتعددة فيها الذين "شكلوا مدينة مونتريال لعشرات وعشرات السنين. ولا شك أن المواطنين المسلمين يساهمون في ثروة هذه المدينة". واعتبرت بأن العلاقة بين النسيج الاجتماعي لا يمكن إنكارها من جميع وجهات النظر. مؤكدة على أهمية المشاركة في أسبوع التوعية الإسلامية وقالت "هناك أنشطة تساهم بقوة في التقريب بين مختلف المجتمعات التي تشكل مدينتنا".

وأكدت بلانت أن الجميع متفق على أهمية التحدث مع بعضنا البعض والتغيير ومشاركة الواقع، وأن ذلك "يضمن أننا نرى ما يوحّدنا بعمق بدلًا من رؤية أشياء معينة يمكن أن تفرّقنا. هذه فرصة فريدة لمعرفة المزيد عن إنجازات ومساهمات وتطلعات وسكان كيبيك المسلمين".

وأضافت بلانت "تنوعنا وانفتاحنا يشكلان مصدر قوة".

واعتبرت بلانت أنه يجب الانطلاق من هذه المأساة لتحفيز الأشخاص على إلزام أنفسهم فرديًا وجماعيًا بعدم الاستسلام لأفكار إقصاء الآخرين، ولبعض الخطابات التي قد ترغب أحيانًا في تقسيمنا" معتبرة "أن هناك مسؤولية فردية على كل واحد منا، ولكن أيضًا مسؤولية جماعية للقيام بذلك".

وختمت "هذا الحدث الذي نستعيده كل عام يذكّرنا بالضبط إلى أين يمكن أن تؤدي الكراهية، وما الذي يجب علينا تجنّبه تمامًا في مجتمعاتنا وبأي ثمن".

سامر مجذوب: فلنكرّم الضحايا، ليس فقط من خلال التذكّر، بل من خلال التزامنا المشترك لبناء عالم أفضل وأكثر شمولًا

اعتبر مجذوب بداية أن إحياء الذكرى الثامنة لمذبحة مسجد كيبيك المأساوية يمثل لحظة مهمة للتفكير والوحدة والعمل.

وأشاد مجذوب بعمدة مونتريال فاليري بلانت وفريقها المتفاني على دعمهم المتواصل معتبرًا "لقد كانت شراكتكم على مر السنين ضرورية حتى نتمكن ليس فقط من تذكر ضحايا هذا العمل المروع، ولكن أيضًا العمل معًا من أجل مستقبل لن تتكرر فيه مثل هذه المآسي أبدًا".

وأضاف "ظلت مونتريال منارة للشمول والتنوع. كان الالتزام الذي أظهرته بلانت وفريقها، وخاصة في الآونة الأخيرة، فعالاً في معالجة الكراهية وكراهية الإسلام وحماية الحريات التي نعتز بها جميعًا. وبقدر أهمية التحدث ضد الظلم، فإن القيادة الحقيقية تنعكس دائمًا في العمل - في السياسات والخطط والمبادرات الملموسة التي تعزز مجتمعًا أكثر أمانًا وشمولاً للجميع".

وأشار مجذوب أننا اليوم "متحدون يدًا بيد لنقول إن الكراهية لن تفرّقنا. لن نسمح للإسلاموفوبيا أو أي شكل آخر من أشكال التمييز أن تتجذّر في مدينتنا أو بلدنا. والأمر متروك لنا جميعًا لمواصلة هذه المعركة بالكلمات، وقبل كل شيء، بالأفعال الملموسة".

وختم مجذوب "سنواصل معًا بناء مستقبل يتسم باللطف والتفاهم والوحدة. فلنكرّم الضحايا، ليس فقط من خلال التذكّر، بل من خلال التزامنا المشترك بضمان استمرار إرثهم من خلال جهودنا الجماعية لبناء عالم أفضل وأكثر شمولًا".

عارف سالم: هذا هجوم على قيمنا واحترامنا للآخرين، ضد قيمنا الأساسية: السلام والوحدة

قال عارف سالم بأن يوم 29 يناير 2017 واحدًا من الأحداث المأساوية بتاريخ كندا التي تركت لنا علامة لا تمحى في الذاكرة الجماعية. واعتبر أنه في ذلك اليوم، "تمزقت حياة ستة أشخاص من المجتمع، وشعر الكثير من الناس بالاستياء إلى الأبد من الهجوم على مكان الصلاة، ولكنه هجوم على قيمنا واحترامنا للآخرين، ضد قيمنا الأساسية: السلام والوحدة".

وأشار سالم إلى أن الجريمة الوحيدة لشهداء هذه المجزرة هي رغبتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، واللجوء إلى مساحة من الروحانية، مضيفًا "هذه الكراهية العمياء، وهذا الرفض غير العقلاني للاختلاف هو الذي قطعهم في منتصف حياتهم".

واعتبر سالم أنه "لم تكن جثث هؤلاء الرجال فقط هي التي تحطمت في ذلك المساء. إنها فكرة العيش معًا، فكرة عالم يمكن فيه قبول الجميع كما هم، ومن أين أتوا، وعلى الرغم من معتقداتهم".

وأكد سالم "ليس من الطبيعي أن نعيش في خوف. ليس من الطبيعي أن تشعر بأنك لا تنتمي، فقط بسبب معتقداتك أو لون بشرتك أو اسمك. ليس من الطبيعي أن تضطر إلى تبرير وجودك، أو أن تختبئ خلف الصور النمطية حتى يتم قبولك".

وأشار سالم إلى أن أحداثًا معينة قد تضعف العيش معًا، مثل ظهور المعلومات المضللة التي تؤدي أحيانًا إلى ظهور خطاب الكراهية. ودعا إلى الاجتماع معًا لتحويل هذا الألم إلى أمل والظلم إلى دعوة للسلام والتسامح، "دعونا نبقى متحدين ونهتم لبعضنا البعض".

 

كلمة طلاب ثانوية المعرفة École Le Savoirوهي من إعداد الطالبين سميل صالح وإسراء عوني:

العنف ليس له عرق أو دين ولا ينبغي ربطه بمجموعة عرقية أو جنسية أو عقيدة معينة

قال الطلاب في كلمتهم "في ذلك اليوم، فقد ستة أشخاص أبرياء حياتهم وأصيب عدد آخر في عمل عنف لا معنى له، وهو عمل صادم. ليس فقط كيبيك، ولكن أيضًا كل كندا والعالم. اليوم يجب علينا أن نتذكر مرة أخرى أن عمل العنف هذا لم يؤثر على الضحايا وعائلاتهم فحسب، بل أيضًا على هويتنا الجماعية كسكان كيبيك"، معتبرين أنه يجب الالتزام بمنع أي شكل من أشكال العنف والكراهية في المستقبل.

وأكدت كلمة الطلاب أن عائلات الضحايا تعيش منذ ذلك اليوم في حالة من عدم الفهم والألم والخسارة. وأنه من الضروري، أن يظهر لهم مجتمع كيبيك بأكمله أنه يقف إلى جانبهم، وأن معاناتهم لن تُنسى، ليس بالكلمات فحسب، بل أيضا بالالتزام الملموس بخلق مجتمع أكثر عدلًا واحترامًا.

وأشار الطلاب على أن العنف ليس له عرق أو دين، وأنه لا ينبغي أبدًا ربطه بمجموعة عرقية أو جنسية أو عقيدة معينة. وأن الهجوم على مسجد كيبيك، مثل جميع جرائم الكراهية، هو نتيجة للتطرف والكراهية وكذلك القوى السياسية أو الإعلامية التي تستغل التحيزات لزرع المعلومات المضللة وزرع الخوف من الآخرين.

وأضافوا "يجب علينا أن نؤكد بقوة أن العنف، مهما كان، لا يتوافق مع قيمنا في التسامح والاحترام والتعايش السلمي التي تجعل هذا البلد جميلًا. وعلينا أن نتذكر أن الكراهية لا تمثل أي دين أو ثقافة، وأن الأمر متروك لنا جميعًا لإظهار التضامن في مكافحة هذه الآفة".

واعتبر الطلاب أن كيبيك، وكندا على نطاق أوسع، هي دائمًا نموذج للتنوع والشمول، ومفترق طرق ثقافي، حيث تلعب المجتمعات المختلفة، بما في ذلك المجتمع المسلم، دورًا أساسيًا في تنمية المجتمع.

وأضاف الطلاب "التعددية الثقافية في كيبيك تشكل مصدر قوة، ولكن يجب أن تتغذى على الاحترام المتبادل والتفاهم والحوار. ومع ذلك، في مواجهة ارتفاع معدلات العنف وجرائم الكراهية، يجب علينا أن نعزّز يقظتنا والتزامنا تجاه ما يوحّدنا".

وأكد الطلاب أنه مع رؤية رد الفعل الجماعي من التعاطف والدعم والتضامن، فإن هناك حاجة لتعزيز التدابير الأمنية ومكافحة التطرف، وبناء الجسور، وخلق مساحات للالتقاء والتبادل بين جميع الثقافات، "لأن مكافحة أي شكل من أشكال الإرهاب لا يمكن أن تتم على حساب مبادئنا الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. يجب علينا أن نضمن أن تظل كيبيك مكانًا يمكن لجميع المجتمعات أن تعيش فيه معًا باحترام وكرامة، بعيدًا عن الخوف والعنف، لأنه من خلال التنوع والشمول سننمو معًا".

ختم الطلاب بأنه يجب مضاعفة الجهود لضمان عدم تكرار مثل هذا العمل الشنيع مرة أخرى، "لدينا مسؤولية جماعية، كأفراد في المجتمع، لمكافحة جميع أشكال العنف والإرهاب والكراهية، وبناء كيبيك حيث يشعر الجميع، بغض النظر عن أصلهم أو دينهم أو ثقافتهم، بالاحترام والأمان. لقد حان الوقت لتوحيد قوانا وأصواتنا لإدانة جرائم الكراهية وتعزيز مبادئ التسامح والاحترام والعيش المشترك. لذلك يمكننا أن نقول شخصيًا مع الكاتب ألكسندر دوما: "الواحد للجميع والجميع للواحد" في كيبيك قوية وموحدة.

بعد إلقاء كلمات للمناسبة، تم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا، كما تم إضاءة 6 شموع بدأت بإضاءتها فاليري بلانتن وتمثّل الشموع الضحايا الست.

آراء الحاضرين

كان لصدى أونلاين حديث مع عدد من الشخصيات الفاعلة التي حضرت هذه الذكرى في بلدية مونتريال.

بشرى المناعي: الكراهية تبدأ بالإقصاء، وتنتهي بالعنف الشديد

قالت ممثلة بلدية مونتريال لمكافحة التمييز بشرى المناعي في حديثها لصدى أونلاين بأننا  نجتمع اليوم في الذكرى الثامنة، وهذه اللحظات حساسة للغاية، معتبرة "أنه تمرين في واجب الذاكرة الذي نقوم به جميعًا. لذا من المهم أن تستمر مدينة مونتريال في استضافة الاحتفال في 29 يناير من كل عام".

وأضافت المناعي "من المهم للغاية بالنسبة للمدينة وبالنسبة لي بصفتي مفوض مكافحة العنصرية والتمييز، مواصلة الحديث عن الإسلاموفوبيا، والقول بأنها موجودة، والتأكيد على أن الكراهية تبدأ بالإقصاء، وتنتهي بالعنف الشديد".

وأشارت المناعي إلى أن كل "أعمال الوقاية التي نحاول القيام بها في المدينة هي منع العلاقات من الانهيار ثم الانتهاء بالعنف".

وأكدت المناعي "في مونتريال، نعمل منذ أربع سنوات على مكافحة العنصرية والتمييز المنهجي لضمان أن الخدمة العامة يمكن أن تكون شاملة وممثلة لسكان مونتريال".

واعتبرت المناعي أن إحياء هذه الذكرى في قاعة البلدية، هي طريقة للقول إن مسلمي مونتريال، لديهم مكانهم هنا في البلدية وفي إدارة البلدية، وفي كل مكان في مدينة مونتريال" وختمت "لهذا السبب أنا هنا وسأستمر في التواجد هنا كل عام".

الشيخ سعيد فواز: على المسؤولين نزع فتيل الكراهية نحو الجميع، ليس فقط تجاه المسلمين

وقال ممثل دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ سعيد فواز في كلمته لصدى أونلاين إن هذه فرصة محزنة بعد ثماني سنوات من المجزرة في كيبيك، وأضاف "نتمنى أن تكون رسالة للجميع لكي يعيش الجميع بمحية وسلام كمسلمين، نحترم الآخرين ونتمنى من الآخرين احترام ديننا".

وأشار فواز بأنه على المسؤولين، سواء في كندا أو كيبيك أو مونتريال، نزع فتيل الكراهية نحو جميع فئات المجتمع، ليس فقط تجاه المسلمين، حتى لا يلتقي أي إنسان بإنسان ويكون لديه أفكار سيئة عنه ويقوم بردة فعل دون أن يعرفه حقيقة. نتمنى أن نعيش بمحبة وسلام، وبالنهاية كلنا خلق الله، والله خلقنا لنحب بعضنا".

وعن أهمية وجود برامج حكومية على الأرض، قال فواز "ضروري جدًا، كي لا يكون هناك أفكار مسبقة عند أي إنسان تجاه الإسلام فيكره كل المسلمين. أي أحد يمكن أن يخطئ، المسلم يخطئ، المسيحي يخطئ، اليهودي يخطئ، لا يجوز أن يخطئ مسلم ونقوم بمحاسبة النبي محمد وتعميم هذا الجرم على كلّ المسلمين".

واستذكر فواز أنه ذات مرة، قام مسلم في مدينة لونغاي بجريمة قتل، حيث قتل زوجته وبناته، فانتشرت الأخبار "انظروا ماذا يفعل المسلمون"، وقال بأنه تم دعوته إلى إحدى الإذاعات ليتحدث عن الموضوعن، وفي نفس ذلك اليوم قامت امرأة غير مسلمة بقتل ابنتها، فقال لهم: "هذا مسلم، اعتبرتم أن كل المسلمين مثله، هذه المرأة ليست مسلمة، لماذا يتم التعميم هنا، ولدى الآخرين لا يتم التعميم".

وأكد فواز "الجريمة والكراهية ليس لها دين". وأن للإعلام دور في تأجيج الإسلاموفوبيا، "الإعلام له دور كبير، هناك أحداث معينة يقومون بالتركيز عليها، ويبدأون بالحديث بأنها أفعال هذا الدين"، وأكد أنه علينا جميعًا أن نستحضر الأمور الإيجابية عن بعضنا البعض "ونحاسب الإنسان نفسه دون النظر إلى دينه".

محمد هاشمي: من المهم لنا جميعًا أن نتحدّ 

وفي حديثنا مع محمد هاشمي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة العلاقات العرقية الكندية Canadian Race Relations Foundation والمدافع عن حقوق الإنسان، قال هاشمي: "قبل ثماني سنوات، في اليوم السابق لـ 29 يناير/ كانون الثاني، أعلن دونالد ترامب الحظر على المسلمين المهاجرين* لدخول الولايات المتحدة الأميركية. وأمس، في 28 يناير/ كانون الثاني من هذا العام، أعلن الحظر مجددًا على المسلمين ووسّع من نطاق الحظر. لدينا الأمر نفسه هنا، هذه الإجراءات أصبحت مألوفة هنا وهناك، لذا من المهم لنا جميعًا أن نتحدّ، ليس فقط لضمان تحديد المخاطر بشكل جماعي، ولكن أيضًا لدعم المجتمعات التي تحتاج إلينا وإلى مواجهة هذه المخاطر".

*وقّع دونالد ترامب في الـ27 من يناير/ كانون الثاني 2017 مرسومًا جمهوريًا يهدف إلى "حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة". ويحظر المرسوم دخول الأراضي الأميركية على رعايا سبعة بلدان تدين بالإسلام (العراق وسورية والسودان والصومال واليمن وليبيا وإيران)، وفور توليه منصب رئاسته لولاية ثانية، وقع قرارًا يعيد تفعيل الأمر الذي أصدره في عام 2017 خلال ولايته الأولى، وفي القرار الجديد، تم توسيع نطاق الحظر ليشمل الأشخاص الذين يتبنون مواقف معادية تجاه الولايات المتحدة أو ثقافتها أو حكوماتها، والمتعاطفين مع حماس.

زاهية المصري: القانون 21 هو جزء من الإسلاموفوبيا

في كلمتها لصدى أونلاين قالت زاهية المصري وهي منسقة بإدارة أنشطة المجتمع الإقليمي بأن إحياء هذه الذكرى مهم جدًا، "وخصوصًا مع وجود عمدة مونتريال فاليري بلانت هنا، وقد رأينا طلابًا من مدرسة المعرفة كيف استذكروا المجزرة، ولكن حضورهم بحدّ ذاته مهم لأنه يذّكرنا من هو المجتمع الكيبيكي، وكيف يجب أن يكون المجتمع الكيبيكي بالنسبة للتسامح بين الجميع، ومكافحة الإسلاموفوبيا".

وأكدت المصري أنه يجب أن نمرّ بمرحلة استذكار المجزرة كي ننتقل من الحديث عن الموضوع إلى تطبيق مكافحة العنصرية والعمل لبناء تسامح بين مختلف الثقافات في المجتمع الكيبيكي، إن كان في العمل، أو في الدراسة، أو في الطب، أو بحقوق المرأة وحقها في الاختيار، والأهم القانون 21، مضيفة "يجب أن نتحدث عن كل هذه القضايا، حتى لو لم تكن هذه الأمور من مسؤولية بلدية مونتريال، ولكن من المهم أن نذكّر المجتمع والمسؤولين بهذه القضايا، لأنه يؤثّر مباشرة على المرأة، ويعطي صورة سلبية للمجتمع الكيبيكي، القانون 21 هو جزء من الإسلاموفوبيا".  

محمد الجندي: إذا لم نذكّر بالمجرزة فالناس ستنسى وستضيع قضية هؤلاء الشهداء

في حديثنا مع مسؤول العلاقات العامة في المنتدى الإسلامي الكندي محمد الجندي أكد أن إحياء هذا الحدث في بلدية مونتريال مهم جدًا، وأن مقتل ستة أشخاص كان له تأثير كبير على الجالية العربية، واعتبر أننا كنا في مكان وأصبحنا في مكان آخر، "العودة لهذه المجزرة لها أهمية كبيرة كي يتذكر الناس هؤلاء الضحايا، وكي يتم القيام بعمل جادّ على صعيد كل المستوى السياسي لتغيير الفكرة الموجودة في هذا البلد عن المهاجرين المسلمين والعمل على محاربة الإسلاموفوبيا".

وأشار الجندي أنه قبل هذه المجزرة، كان السياسيون يستبعدون فكرة الإسلاموفوبيا، ولا يعترفون بوجودها، ويتهرّبون من السؤال عنها والبحث فيها. وأضاف "حدثت المأساة ومع عظمتها ولكنها كانت لها منفعة من ناحية تحريك القضية وتوعية الناس والتقريب بين الجميع".

وأشاد الجندي بتكليف شخصيتين كممثلتين لمكافحة الإسلاموفوبيا وهما بشرى المناعي على مستوى حكومة كيبيك، وأميرة الغوابي على مستوى الحكومة الكندية، معتبرصا أنهما تعملان بجدّ، "لمسنا تغييرًا. الناس تقبّلت هذا الأمر، ولكن دائمًا هناك من لا يتقبل ويعتبر الأمر حساسًا بالنسبة لهم، ولكني أعتقد أن هذه الجهود ستعطي ثمارها ويبتعد الجميع في كندا عن العنصرية وكراهية الآخر. لأننا إذا لم نذكّر بالمجرزة فالناس ستنسى وستضيع قضية هؤلاء الشهداء". 

* الصور من دارين حوماني ـ صدى اونلاين

 

 

 

 

الكلمات الدالة

معرض الصور