Sadaonline

دراسة جديدة: روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي قد تؤثر على توجهات التصويت لدى الكنديين

الذكاء الاصطناعي التوليدي يتمتع بقدرة إقناعية تفوق وسائل الدعاية السياسية التقليدية

كشفت دراسة حديثة أن التفاعل مع روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدفع بعض الناخبين في كندا إلى تغيير خياراتهم الانتخابية، وبنسبة أعلى مقارنة بالناخبين في الولايات المتحدة. وشملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature العلمية، أكثر من 1,530 مشاركًا من كندا، وخلصت إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتمتع بقدرة إقناعية تفوق وسائل الدعاية السياسية التقليدية، مثل الإعلانات. وقال غوردون بينيكوك، الأستاذ المشارك بجامعة كورنيل وأحد معدّي الدراسة، إن الهدف من البحث كان قياس مدى قوة الذكاء الاصطناعي في التأثير السياسي، مؤكدًا أن “النتائج أظهرت أنه شديد الإقناع، وأكثر تأثيرًا من الإعلانات السياسية التقليدية”. وأظهرت نتائج الجزء الكندي من الدراسة، الذي أُجري خلال الأسبوع الأخير من الانتخابات الفيدرالية، أن واحدًا من كل تسعة مشاركين غيّر نيته في التصويت لصالح المرشح مارك كارني، بينما غيّر واحد من كل 13 مشاركًا موقفه لصالح بيير بوالييفر، بعد تفاعل استمر ما بين ست إلى ثماني دقائق مع روبوت دردشة ذكي.

 

وفي المقابل، بيّنت الدراسة أن التأثير في الولايات المتحدة كان أضعف نسبيًا، حيث أقنع الذكاء الاصطناعي واحدًا من كل 21 مشاركًا بالتصويت لكامالا هاريس، وواحدًا من كل 35 بالتصويت لدونالد ترامب، خلال تجربة أُجريت في خريف 2024. وأرجع الباحثون هذا الفارق إلى التشبع الكبير بالمحتوى السياسي في الولايات المتحدة، حيث يتعرض الناخبون لحملات انتخابية مكثفة على مدار العام، ما يجعل تغيير آرائهم أكثر صعوبة. كما أشارت الدراسة إلى أن فعالية روبوتات الدردشة تزداد عندما يُسمح لها باستخدام الحقائق والأدلة في النقاش، إذ تراجع تأثيرها بأكثر من النصف عند منعها من الاستناد إلى معلومات موثوقة. ورغم أن التجربة أُجريت خلال الانتخابات الفيدرالية الكندية، أعرب بينيكوك عن شكوكه في أن تكون قد أثّرت فعليًا على النتائج، نظرًا لصغر حجم العينة وتوزع المشاركين جغرافيًا. وتأتي هذه النتائج في وقت حذّرت فيه هيئة الانتخابات الكندية من محدودية القوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي خلال الحملات الانتخابية، مع التأكيد على أن انتحال صفة الجهات الرسمية أو نشر معلومات مضللة يبقى مخالفًا للقانون. واختتمت الدراسة بالتحذير من أن أدوات الإقناع القائمة على الذكاء الاصطناعي مرشحة للعب دور مؤثر في الانتخابات المستقبلية، بما قد يحمل “تداعيات عميقة على الديمقراطية”.